حمل الصليب «القوت اليومي

حمل الصليب

 

يوجد أربعة أسباب لحمل الصليب:

أوّلًا، لا بدّ من حمل الصليب لأنّ الصليب هو الطريق الوحيد للبلوغ إلى السماء: إنّه بمضايق كثيرة ينبغي لنا أن ندخل ملكوت الله (أعمال 21: 14).

ماذا يصنع الجسد ليحصل على الطعام؟ يجب أن يتعب ويشتغل، وهكذا النفس حتى تحصل على النعيم. لدخول السماء يجب أن نكون بدون خطيئة، ومن خطئ يجب أن يتوب وإذا خطئنا جميعنا لا بدّ من توبتنا وهذه التوبة ليست سوى الصليب.

 

ثانيًا، لا بدّ من حمل الصليب ـ لأنّ الصليب يحوي تعزية حقيقية لمن يحمله بروح مسيحيّ. وهذا ما نطق به المسيح لمّا قال: "ضعوا نيري عليكم، لأنّ نيري جيد وحملي خفيف" (متى 29: 11).

 

إنّ الصليب حلو لمن يحمله بتسليم لإرادة الله لأنّ من كان هكذا يظهر بأنّه يحبّ الله، وكيف تقبل بأنّ الله يحبّ كلّ البشر ولا يحبّ من يخدمه بأمانة.

ثالثًا، السبب الثالث هو أنّ الصليب معدن الاستحقاق والأجر. "لذلك لسنا نفشل بل وإن كان إنساننا الظاهر ينهدم فإنساننا الباطن يتجدّد يومًا فيومًا لأنّ ضيقنا الحاليّ الخفيف يُنشئ لنا ثقل مجد أبديّ لا حدّ لسموّه (2 كو 16: 4).

 

رابعًا، السبب الرابع لحمل الصليب هو أنّ حمله مجد وشرف، لذا قال بولس الرسول: "أمّا أنا فحاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح" (غلاطية 14: 6).

بالحقيقة  لا يوجد مجد أعظم من هذا، لأنّ الفادي قبل موته طلب من أبيه أن يمجّده بهذا المجد الذي وعده به قبل إبداع العالم، فهذا المجد كان الموت على الصليب.

 

من كتابات الأب يعقوب الكبّوشي