النظر «القوت اليومي

النظر

 

 

كما أنّ اللسان هو عضو صالح وشرير معًا به نبارك وبه نلعن، هكذا  القول عن النظر. ثمّ كما أنّ للكلام وقتًا وللسكوت وقتًا هكذا للنظر وقت لتجنّبه وقت آخر للتمتّع به.

عند فحص الضمير:

ـ انظر واجمع خطاياك للإقرار بها.

لا تنظر ما فعله شركاؤك لتعذر غلطك وتخفّفه.

ـ انظر: المثل الصالح، الذي يرى أعمال أصحاب البرّ والتقوى.

ـ لا تنظر إلى المثل الرديء، إلى هذا المشهد الحيوانيّ، إلى هذا الكتاب الرديء، وهذه الصورة الدنيئة.

ـ انظر إلى صفات ومزايا القريب.

ولا تنظر إلى نقائصه وعيوبه.

ـ أنظر إلى ذاكرتك، ترى فيها الخير الذي قدّمه لك من أحبّك والخدم العديدة التي قام بها نحوك مجانًا وبدون بدلٍ.

لا تنظر إلى الضرر او المعاملة الرديئة التي نلتها من القريب. اكتب الخير الذي فعله معك على صفحات نحاس، والشرّ الذي صنعه على حبوب رمل، ليمحوها الهواء  عند هبوبه.

ـ انظر ما خلقه الله لك من جمال الكون وعجائبه.

ـ ولا تنظر إلى برغوت يزعجك في رقادك أو إلى شوكة تغرز في جلدك. إنّ القديسين كانوا يسبّحون الله مع خلائقه الجامدة والمتحرّكة.

                                                  من كتابات الأب يعقوب الكبوشي