الملكوت المعدَّ للصدّيقين «القوت اليومي

 

 

الملكوت المعدَّ للصدّيقين

 

 

كما يؤكِّد الإنجيل المقدَّس بقوَّة، أنَّ ابن الإنسان سيجمع كلّ الأُمم؛ فيفصل النّاس بعضهم عن بعض كما يفصل الرّاعي الخراف عن الجداء؛ يُجلس الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول للذين عن يمينه: تعالوا أنتم الذين أحببتم الفقراء، والغرباء. تعالوا أنتم الذين بقيتم أمناء لي، لأنّي أنا الحبّ. تعالوا أنتم الذين جعلتم من السّلام موضوع إختياركم، لأنّي أنا السّلام، تعالوا يا مباركي أبي رِثوا الملكوت المُعدَّ لكم.

 

لم تكرِّموا الغني، بل تصدّقتكم على الفقراء. عضدتم الأيتام، ساعدتم الأرامل، سقيتم العطاش، وأطعمتم الجياع. إستقبلتم الغرباء، كسوتم العراة، زِرتم المرضى، قوّيتم المحبوسين، ساعدتم العميان. لقد حفظتم ختم الإيمان وكنتم مسرعين للإجتماع في الكنائس. أصغيتم لكتبي المقدَّسة وكنتم مشتاقين لسماع كلماتي. لقد حافظتم على شريعتي ليل نهار وشاركتموني آلامي كالجنود الشّجعان، لتجدوا نعمة لديّ، أنا مليككم السّماويّ. تعالوا، رثوا الملكوت المُعدَّ لكم منذ إنشاء العالم.

 

حينئذٍ يندهش الصدّيقون لأنّهم دُعوا للتقرُّب كأصدقاء من الذي لا تستطيع الطغمات الملائكيَّة أن تراه بوضوح. فيجيبون بصوتٍ قويّ: "يا ربّ متى رأيناك؟ أنت الذي لا يموت، متى رأيناك غريبًا واستقبلناك. أنت مُحبّ البشر. متى رأيناك مريضًا أو محبوسًا وأتينا إليك!" (متّى 37/ 25 - 39).

 

(...) حينئذٍ يجيبُهم ملك الملوك: كلّ مرّة صنعتموه لأحد هؤلاء الصّغار إخوتي، فلي صنعتموه (متّى 25/ 40) كلّ مرّة إستقبلتم وكسوتم هؤلاء الذين تكلَّمت عنهم، وأطعمتم وسقيتم هؤلاء الذين هم أعضائي، فلي صنعتموه.

 

عظة منسوبة للقدّيس هييولينوس الرّوماني