المتواضع لا يهزّه الإطراء «القوت اليومي

"إنّ رجلًا متواضعًا لا يهزّه الإطراء. بما أنّه لا يهتمّ بنفسه ويعلم ممّن يأتي الخير فيه، لا يكتم أو يخفي أو يخبّئ الإطراء، لأنّه يعود إلى الله الذي يحبّ، وبتلقّيه الإطراء، لا يحتفظ لنفسه بشيء، ولكن بسرور كبير، يجيّره كلّه للربّ.

إنّ الرجل غير المتواضع لا يقبل الإطراء بشكر.

 

إنّ الإطراء يناقض الذي لم يعرف بعد التواضع ويجعله مضطربًا. ربّما يفقد صبره عندما يُثنى عليه مثارًا بشعور عدم الإستحقاق الذاتي. وإذا لم يدع احدًا يرى ذلك، على الأقلّ إنّ ما يُقال عنه يطادره ويتعقّبه ويكون لجوجًا على عقله ويضايقه أينما ذهب.

 

إنّ الرجل المتواضع يتلقّى الإطراء مثلما يتلقى زجاج نظيف نور الشمس كلما كان النور أشدّ  حقيقة وأكثر وقعًا، كلّما غاب عن نظرنا الزجاج الذي يعكسه.

من نشيد     التعظيم : " إنَّ القدير صنع بي عظائم ؛ قدّوس هو اسمُهُ ! "

 

بقلم  Thomas Marton (1915 ـ 1968)

من كتابه: بذار التأمّل، ترجمة Raimbault R.N.، كرمة الكرمل، منشورات Seuil ، 1952.