العناية الإلهية «القوت اليومي

العناية الإلهية

الله يهتمّ بنا

الفاخوري يهتمّ بالإناء الذي جبله، والحارث بالبزرة الذي بذرها، والملك بالرعايا خاصته. فمن ينكر عناية الله بنا أنكر وجود الله. إنّ الله ليس بحاجة لوجود ذلك الشخص، لكنّه متى وجد لا بدّ لله من العناية به.

من نكّت على عناية الله، كإنسان يريد إدارة باخرة بدل قبطانها، وهو يجهل هذا الفنّ. كيف تكون العاقبة؟

لو نظرنا مهندسًا ماهرًا يهدم بناء عتيقًا ليعطيه صورة جديدة لتذمّرنا، لو أوقفنا نظرنا على الهدم والخراب فقط لكنّ العاقل الفهيم ينظر إلى نهاية البناء واثقًا بمهارة المهندس.

 

نتّكل عليه

واجباتنا نحو العناية الربانية: الإكرام والخوف.

الإكرام: إنّ الوالد لا يطلع ولده على كل مقاصد أفكاره. لا تسأل الله حسابًا عن أعماله، هذه جسارة يكفي القول أنّه أب ولا يريد إلّا منفعة أولاده.

الخوف: إيّاك إهانة من يقبض بيده خيط حياتك.

عند  اضطراب، هيجان، مرض، نتذمّر على الله مع أنّ الله عالم بكلّ شيء... بطيور السماء، بزنابق الحقل... وإن لزم الأمر بأن نموت جوعًا لا يحقّ لنا التذمرّ على الله القادر أن يميتنا بالسيف أو بالنار أو الجوع.

الغراب ليس يزرع                      إنّه شرّ الطيور

صوته الجوعان يسمع                   ربك ربّ غيور

لمّا الرب يضع يده مع إنسان، لا بدّ من نجاح العمل.

 

رغم كلّ شيء لنتكّل على العناية الإلهية، ولنكن شجعان أنا وأنت كلّ من جهته. المهمّ أن نلتقي في السماء.

ضع عليه وحده كل اتكالك، فما سمع قطّ أنّه خيّب أمل من اتّكل عليه.

                                                    من كتابات الأب يعقوب الكبوشي