الصّمت إكتمال بالله «القوت اليومي

الصّمت إكتمال بالله

 

من الواجب، طبعًا، أن نتكلَّم على الله، أن نفكِّرَ به، أن نتوجَّه إليه. لكن بعد الآن، إذا كنّا مخلصين، كلّ هذه التّعابير تثقِّل بالصّمت.

 

كلّها تحتاج، لئلاَّ تبقى ناقصة، لغلافٍ من الصّمت، نريدُ القول: لتنفجرَ من البريَّة.

 

بين المسيحيِّين جميعًا، مسيحيُّ العزلة والصّمت؛ أو فليُدْعَ باسمه: النّاسك لأنَّه اختارَ الإيمانَ المُطلق.

 

من جهّته، هذا الإختيار ليس خمولاً ولا كسلاً ولا انكسارًا، بل تفتيشًا عن حقيقة الفكرة، عن طهارة المحبَّة، عن بكارة الرّوح.

 

يريد، بجرأة، أن يرى مواجهة ما دعاه مار بولس وجه مولده...، يعني وجوده كما هو، وبقدر ما يُقرِّرُ الله إعلان ذاته له.

 

يريد، بجرأة، أن يرى، ولو خلال تعرّي الإيمان واضطراب الحبّ، وجه الله.

 

خارجًا عن هذه المستويات أو الإختبارات النّادرة حيث يَفرض الصّمتُ ذاته، يتطلّبُ الصّمتُ جُهدًا ليُملك.

 

الأب بيار سعاده