التثبيت «القوت اليومي

التثبيت

 

إنّ المسيح قد أعطى الرسل الروح القدس قبل صوده إلى السماء ومع ذلك ما زالوا خائفين، فهربوا  عندما قُبض على يسوع في بستان الزيتون، ولمّا دخلوا العليّة أوصدوا الأبواب. أمّا بعد حلول الروح القدس عليهم فقد زال كلّ خوف. هكذا نحن في العماد نلنا الروح القدس، لكنّ تمامه نناله في سرّ التثبيت.

 

الزيت هو ثمر شجرة هي علامة السلام وغذاء للنور وقوة للضعف. السلام للقلب، النور للعقل، القوة للنفس الضعيفة. بركة الزيت هي ثلاثية بالنظر إلى مزاياها هذه وفقًا لتسميتها: ميرون مقدس، زيت المرضى، زيت طالبي العماد.

 

بالتثبيت نمرّ من حالة مسيحي بسيط إلى مسيحي أكمل، اي من حالة ولد إلى حالة شاب. فقوّتنا زادت ونور عقلنا اشتدّ فصرنا أهلًا للسير بعزم في طريق الكمال والقداسة.

أصبحت قويًا. هل تخدم الله بضعف؟

 

أصبحت شابًا. هل ترجع إلى أعمال صبيانية حقيرة؟

 

أصبحت مثبتًا. هل تسلك كمن لم يقتبل هذا السرّ؟

 

وإن لم يكن التثبيت ضروريًا مطلقًا للخلاص، فمن توانى في قبوله يحرم نفسه نعمًا كبرى، ومن يرفض قبوله يرتكب خطيئة ثقيلة. المسيحي بدون ميرون كالمعبد بدون قربان.

الجندي الباسل هو القدير في الهجوم كما في الدفاع، يدافع عن نفسه ضدّ الشهوات والشيطان والعالم، ويهجم ليربح الأنفس بالكلام والمثل.

 

يا جنود الله جاهدوا...              يا بني الشهداء لا تخافوا.

الأشرار بالرغم من ضربات الله، يواصلون الشرّ، لماذا لا يكون الأخيار هكذا للخير؟

 

                                                   من كتابات الأب يعقوب الكبوشي