الإماتة «القوت اليومي

 

الإماتة

 

ركب إنسان حصانًا من دون لجام وبدون بردعة، وبينما الحصان يعدو به سأله صديق: "إلى أين أنت ذاهب"؟ أجاب : "إسألوا الحصان هو أعلم منّي". هكذا من سلّم ذاته إلى جسده.

النفس بقمعها الجسد تخضعه لها، وبقمعها ذاتها تخضع لله. الملذوع من الحيّة في إصبعه يقطع إصبعه لا لكونه يبغضها بل حبًّا بالحياة.

إنّ مَن يُميت جسده بالتوبة يصنع ما يصنعه أهل العالم كل يوم:

 

 الجندي يتفانى للدفاع عن وطنه.

 

المريض يحتمل سكين الجراح ومرارة الداوء لنيل الشفاء.

 

المسافر يتألّم ليصل إلى الثروة.

 

ولماذا لا تشتغل لنيل النعيم؟

 

إذا أردتَ أن تشعر بلذّة عند الموت، عش بدون لذّة. ألذّ لذّة، لذّة الانتصار على اللذّة. إنّ السعادة لا تكون إلّا في السلام، والسلام لا يكون إلّا حيث انتهت الحرب.

من كتابات  الأب  يعقوب الكبوشي​