ارتضَيْتُ وقبلْتُ «القوت اليومي

ارتضَيْتُ وقبلْتُ

 

تعبتُ من التَّفكير. ولست من الهواة لشيء. ارتضَيْتُ وقبلتُ أن أكون مجنونًا. لقد أعطيتني العقل أنا أردَّه لك مع شُكري العميق والمخلص.

 

إنَّ العقل الذي أعطيته للبشر هو مُعطَّل. بالفعل مُعطَّل، لأنَّ حكمة هذا الدَّهر جهالة. لقد تأخَّرت لأكتشف هذه الحقيقة ولكنّني اكتشفتُها وليس من طريق العقل.

قلتَ لي: "اتبعني"؛ تبعتك.

وأنت ليس لك مكان تسند إليه رأسك. كم من المرَّات تطلَّعت إلى الوراء، ولكنّي تبعتك فرنَّمتُ لك ووجدتُك في المذود وعلى طرقات أورشليم وعلى شطِّ البحر وفي بستان الزّيتون وعلى الجلجلة.

 

أنا ما أضعتُك لأنّني ارتضَيْتُ وقبلتُ بأن أكون مجنونًا، فتكبَّرت في تواضعي، وكفرتُ في صلاتي، وشكَّكت في تبشيري، وبكَيتُ في فرحي، وسخرت من الحقيقة المتعدِّدة الوجوه، لأنَّك وحدك الحقيقة.  

 

الأب جورج كرباج