«إِنَّه الرَّبّ» «القوت اليومي

«إِنَّه الرَّبّ»

 

إنّنا، ببطء شديد، نستدرك الحقيقة الكبيرة والسامية وهي أنّ الرّب يسوع المسيح ما زال يسير وسطنا بطريقةٍ ما، وإنّه يشير إلينا كي نتبعه، إمّا بيده أو بنظره أو بصوته. كما إنّنا لا نُدرِك أنّ دعوة الرّب يسوع المسيح هذه تتحقّق كلّ يوم، اليوم كما في الماضي.

 

 

نميل إلى التّصديق بأنّ هذا الأمر كان يحصل في زمن الرّسل، لكننا لم نعد نؤمن به اليوم ولم نعد نسعى للبحث عن هذه الحقيقة. لم يعد لدينا عيون لنرى المعلّم... خلافًا لعينيّ التلميذ الحبيب الذي تعرّف إلى الرّب يسوع حتّى عندما عجز التلاميذ الآخرون عن ذلك. لكنّه كان واقفًا على الشاطئ؛ حصل ذلك بعد قيامته عندما طلب منهم أن يلقوا الشباك في البحر؛

 

في هذه اللحظة، "قالَ التَّلميذُ الَّذي أَحبَّه يسوعُ لِبُطُرس: إِنَّه الرَّبّ" ما أريد قوله هو أنّ الأشخاص الذين يعيشون حياة الإيمان يدركون من وقت إلى وقت حقائق لم يروها أو لم تسترعِ انتباههم من قبل. فجأةً، تظهر هذه الحقائق أمامهم كدعوة لا يمكن مقاومتها.

 

إنّها حقائق تلزمنا بواجباتنا، تتّخذ قيمة المبادئ وتتطلّب الطاعة. بهذه الطريقة أو بطرق أخرى أيضًا، يدعونا الرّب يسوع المسيح اليوم. هذا الأسلوب ليس خارقًا أو غريبًا. فهو يعمل بواسطة قدراتنا الطبيعيّة ومن خلال ظروف حياتنا اليوميّة.

 

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)​