إِحمِلوا نيري وَتَتَلمَذوا لي... «القوت اليومي

إن اعترف البشر بالسلطة الملكيّة للرّب يسوع المسيح في حياتهم الخاصة وفي حياتهم العامّة، فإنّ بركات عظيمة، كالحرّية العادلة والهدوء والطمأنينة والوفاق والسّلام، ستنتشر بشكل مؤكَّد في المجتمع بأكمله... وإن اقتنع الأمراء والحكّام الذين تمّ اختيارهم بشكل شرعيّ بأنهم يحكمون باسمهم أقلّ بكثير من حكمهم باسم الملك الإلهيّ وبالنّيابة عنه، فمن الواضح بأنّهم سيستخدمون سلطتهم بكلّ الفضيلة والحكمة الممكنة. وكم من الأهمّية سوف يولّون لصياغة القوانين وتطبيقها في سبيل الصالح العامّ والكرامة الإنسانيّة لمرؤوسيهم... !

 

عندها سيتذوّق الناس فوائد الوفاق والسلام. فكلّما انتشرت مملكة أكثر وأبعد، كلّما احتضنَت عالميّة الجنس البشريّ، وكلّما أصبح البشر -من دون أدنى شك- على وعيٍ بالرابط المتبادَل الذي يوحّدهم. إنّ وعيًا كهذا سيُجنِّب ويمنع معظم النزاعات؛ على أيّ حال، فإنّه سوف يلطّف ويخفّف من عنفهم. لماذا إذًا، إن امتدّ ملكوت المسيح في الواقع بامتداده إلى جميع البشر، لماذا اليأس من هذا السلام الذي جاء به الملك المسالم لإعطائه لأهل الأرض؟

 

لقد جاء "ليُصالِحَ [الله] بِه ومِن أَجلِه كُلَّ موجود مِمَّا في الأَرْضِ ومِمَّا في السَّمَوات" (كول 1: 20) ؛ وهو "لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ" (مت 20: 28) وهو"رأس جميع المخلوقات" (راجع أف 1: 10)، وقد أعطى نفسه مثالاً عن التواضع وجعل من التواضع، في صلته بمبدأ المحبّة، قانونه الرئيسيّ. وقد قال أيضًا: "إنّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف" (مت 11: 30).

بيّوس الحادي عشر، بابا روما من 1922 إلى 1939​