إنّه ينظر إليك وجهًا إلى وجه «القوت اليومي

 

 

 

إنّه ينظر إليك وجهًا إلى وجه، إنّه ينفتح ويظهر لك. وأنت تعلم أنّ نظرة الإنسان هي الباب الذي ينفتح إلى عمق قلبه. وفي نظرة أصدقائك المؤثّرة تكتشف ذاتك مفهومًا ومحبوبًا لديهم.

 

وهكذا فإنّ الله هو ذاك الذي يرى، لكنّ نظرته حبّ، وتعبّر عن حنان قلبه اللامتناهي. إنّه يراك بكلّ إمكاناتك، ويدعوك إلى الاستجابة لها. وهو يرى الشرّ الذي فيك ويقيسه، ويرى أيضًا خطيئتك ويشجبها.

 

ويصل حكمه إلى أعماق قلبك ولا شيء يصمد أمامه. ولكنك تعرف أن نظرته مليئة بالرحمة والغفران، وأنّها تخلّصك. إنّ نظرة الله لا تفضح سرّك، بل تحفظك وتحميك. وإذا رآك، هو، فذلك لا يعني أنّه يحكم عليك أو يخذلك، بل يسترك في أفضل حمى. فحبّه لا يفتأ يخلقك إذ يوقظ فيك طاقات القيامة.

 

 أن تصلّي، يعني أنك تضع ذاتك تحت نظرة الله وتشتاق إلى أن يراك حتى أخفى أعماق كيانك. والصلاة الحقيقية تبدأ يوم تكتشف نظرة الحبّ هذه. ولكنك بحاجة إلى أن يُنير الله عيون قلبك.

 

فلا تستطيع رؤية وجه الله إلا حين تُتيح لنور عينيه أن يُنيرك. ورؤية وجه الله هي إدراكك أنّ نظرته تخترقك، وبها فقط يمكنك أن تشاهد النور: بنورك نعاين النور (مز 35/10 ). فشعاع وجهه هو الذي ينيرك ويغمر العالم بضوئه الساطع.

 

جان لافرانس