إن لم يمُت البذار «القوت اليومي

لنحترس من بذرة الموت، التي تسمَّى "الإكتفاء"،

ولنمنعها من التسلّل إلى داخلنا.

فلا نعتبر كلّ تقدّم متواضع نحقّقهُ كنجاح كامل،

إذ في اللحظة ذاتها التي يُراودنا فيها شعور من الرّضى عن الذات،

نكون قد نكثنا بروح رسالتنا.

 

إنّنا نتحرّك، ولن نبقى نتحرّك إلا إذا تابعنا، بلا هوادة،

مسيرتنا نحو الملكوت، نحو تلك النقطة المُضيئة،

التي لن نبلغها بالطبع في الدّنيا الحاضرة،

والتي علينا مع ذلك أن نُكرّس لأجلها كلّ قوانا كأبناء الله.

 

إنّ هذا الوعد بالحياة،

لن يتحقّق إلا ضمن شرط واحد،

هو أن نقبل بأن يموت شيء ما في داخلنا.

ليس المقصود أن نكون خالين من أيّ عيب في عيون الناس،

أو أن نتقيَّد بجميع الوصايا،

ولكن إذا بقيَ فينا شيء واحد، مهما كان صغيراً،

يجعلنا نقول لله:

"خذ كلّ الأشياء ما عدا هذا الشيء"،

فذلك يعني، أنّنا لم نفهم معنى السّير إلى الأمام.

 

مرغريت هوبنو: نحو الملكوت