«أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فَإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ» «القوت اليومي

 

 

«أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فَإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ»

 

في مَثَل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات، عندما نفذَ الزيت من مصابيح الجاهلات، قيل لهنَّ: "لَعَلَّهُ غَيرُ كافٍ لَنا وَلَكُنَّ. فَٱلأَولى أَن تَذهَبنَ إِلى ٱلباعَةِ وَتَشتَرينَ لَكُنَّ". لكن عندما عُدنَ، وجَدْنَ باب مكان العرس مُغلقًا ولم تستَطعْنَ الدخول.

 

يعتقدُ بعض الناس أنّ نفاذ الزيت من مصابيح العذارى الجاهلات يرمز إلى قلّة الأعمال الصالحة أثناء حياتهنَّ. إنّ تحليلاً كهذا غير صحيح تمامًا. كيف يمكن أن يكون هناك قلّة في الأعمال الصالحة وهنَّ عذارى، حتّى لو كنَّ جاهلات؟ فالعذريّة هي فضيلة كبيرة...



أنا، العبد المسكين، أعتقد أنّهنّ كنَّ يفتَقدْنَ إلى روح الله القدّوس. من خلال ممارسة بعض الفضائل، كانت هؤلاء العذارى الجاهلات روحيًّا تعتَقدْنَ أنّ الحياة المسيحيّة تُختَصر بممارسة هذه الفضائل. كنَّ يعتَقدْنَ أنّهنّ يتصرَّفنَ بطريقة حسنة ويقمْنَ بالأعمال الصالحة من دون أن يقلَقْنَ بشأن الحصول على نعمة الرُّوح القدس. عن حياة كهذه مرتكزة على ممارسة الفضائل الأخلاقيّة فقط، من دون أيّ تدقيق مُتقَن لمعرفة هل هذه الأعمال تمنَحنا نعمة الرُّوح القدس، وبأيّ نسبة، قال الكتاب: "يظهر ذاك الدرب مستقيمًا في البداية، لكنه يؤدّي في النهاية إلى الموت".

 

القديس سيرافيم الساروفيّ (1759 - 1833)