أخذ صورة عبد «القوت اليومي

 

 

 

 

 

 

 

حينما وُلد، أنكر اليهود ميلاده المعجزي، والفرِّيسيون بدأوا يُفسِّرون الكتب المقدسة زيفًا، والكتبة تكلَّموا مناقضين لِمَا يقرأون. هيرودس فتّش عن الذي وُلد، لا لكي يسجد له، بل لكي يقتله. اليوم الكل يُعلِن العكس.

 

فلأتكلَّم مع صاحب المزامير: «لا نُخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخِر» (مز 78: 4). وهكذا أتى الملوك، ونظروا الملك السماوي الذي حلَّ على الأرض دون أن يستحضر معه ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروشًا ولا سلاطينَ ولا سيادات، بل خرج من رَحِم طاهر، سالكًا طريقًا جديدًا مقفرًا.

 

بَيْد أنه لم يتخلَّ عن ملائكته، ولا تركهم معوزين إلى عنايته، ولا بسبب تجسُّده انفصل عن اللاهوت. ها هوذا ملوك يأتون ليسجدوا للملك السماوي الممجَّد، وجنود ليخدموا إله قوات السماء، ونساء ليسجدن لِمَن وُلد من امرأة محوِّلاً آلام الولادة إلى فرح، وعذارى أتين إلى ابن العذراء ليُشاهدن ببهجة ذاك الذي هو واهب اللبن…

 

والأطفال ليعبدوا مَن صار طفلاً صغيرًا فيتهيَّأ من أفواه الأطفال والرضعان سُبْحٌ. الأطفال أتوا إلى الطفل الذي أوجد شهداء بسبب غضب هيرودس، ورجالٌ أتوا إلى مَن صار رجلاً ليشفي تعاسات عبيده، ورعاة إلى الراعي الصالح الذي وضع حياته من أجل خرافه، وكهنة إلى مَن صار رئيس كهنة على طقس ملكي صادق، وعبيد إلى مَن «أخذ صورة عبد» حتى يُبارك عبوديتنا بجعالة الحرية، وصيَّادون إلى مَن اختار من وسط الصيَّادين صيَّادين للناس، وعشَّارون إلى مَن دُعِيَ من بينهم إنجيليًا مختارًا، ونساء خاطئات إلى مَن بسط قدميه لدموع التائبة؛ وإني لأجمع الكل معًا.

 

كل الخطاة أتوا حتى يتطلَّعوا إلى حَمَل الله الذي يرفع خطيئة العالم.

 

 

يوحنا فم الذهب(+407)