السبت العاشر من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (رسل 22/ 30-23/ 11)

 

 

في ٱلغَد، أَرادَ قَائِدُ الأَلْفِ أَنْ يَقِفَ عَلى حَقيقَةِ مَا يَشْكُو بِهِ ٱليَهُودُ بُولُس، فَفَكَّ قُيُودَهُ، وأَمَرَ ٱلأَحْبَارَ وكُلَّ ٱلمَجْلِسِ أَنْ يَجْتَمِعُوا، وأَنْزَلَ بُولُسَ وأَقَامَهُ أَمَامَهُم.


وَتَفَرَّسَ بُولُسُ في ٱلمَجْلِس، فقَال: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ حَتَّى هذَا ٱليَوْم».


فأَمَرَ حَنَانِيَّا عَظيمُ ٱلأَحْبَارِ مَنْ كَانُوا وَاقِفِينَ بِٱلقُرْبِ مِنْ بُولُسَ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلى فَمِهِ.
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُس: «سَيَضْرِبُكَ ٱللهُ أَنْتَ، أَيُّهَا ٱلحَائِطُ ٱلمُبَيَّضُ بِٱلكِلْس! فَأَنْتَ تَجْلِسُ لِتُحَاكِمَني بِحَسَبِ الشَّريعَة، فكَيْفَ تَأْمُرُ أَنْ يَضْرِبُوني خِلافًا لِلشَّرِيعَة؟».


فقَالَ الوَاقِفُونَ بِٱلقُرْبِ مِنْهُ : «أَنْتَ تَشْتُمُ عَظيمَ أَحْبَارِ ٱلله؟!».


فقَالَ بُولُس: «مَا كُنْتُ أَعْلَم، أَيُّهَا ٱلإِخْوَة، أَنَّهُ عَظيمُ ٱلأَحْبَار. فقَدْ كُتِب: رَئيسُ شَعْبِكَ، لا تَقُلْ فيهِ سُوءًا».
وكانَ بُولُسُ يَعْلَمُ أَنَّ قِسْمًا مِنْ أَعْضَاءِ ٱلمَجْلِسِ صَدُّوقِيّ، وٱلقِسْمَ ٱلآخَرَ فَرِّيسِيّ، فصَاحَ فِيهِم: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيّ، وعَلى رَجَاءِ وَقِيَامَةِ ٱلأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَم».


ولَمَّا قَالَ هذَا، وَقَعَ خِلافٌ بَيْنَ ٱلفَرِّيسِيِّينَ وٱلصَّدُّوقِيِّينَ وٱنْقَسَمَ جُمْهُورُ ٱلحَاضِرين. فٱلصَّدُّوقِيُّونَ يَقُولُونَ أَنْ لا قِيَامَةَ ولا مَلاكَ ولا رُوح، أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَيَعْتَرِفُونَ بِهَا كُلِّهَا.


وصَارَتْ صَيْحَةٌ عَظِيمَة، فقَامَ بَعْضُ ٱلكَتَبَةِ مِنْ حِزْبِ ٱلفَرِّيسِيِّينَ وَأَخَذُوا يُخَاصِمُونَ بَشِدَّةٍ قائِلين: «لا نَجِدُ في هذَا ٱلرَّجُلِ سُوءًا! رُبَّمَا كَلَّمَهُ رُوحٌ أَو مَلاك!».


وٱشْتَدَّ ٱلخِلافُ فَخَافَ قَائِدُ ٱلأَلْفِ أَنْ يُمَزِّقُوا بُولُسَ شَرَّ تَمْزِيق، فأَمَرَ ٱلجُنُودَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَنْتَزِعُوهُ مِنْ بَيْنِهِم ويَعُودُوا بِهِ إِلى ٱلقَلْعَة.


وفي ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّالِيَة، وقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وقَاَل لَهُ: «ثِقْ! فكَمَا شَهِدْتَ لي في أُورَشَليم، عَلَيْكَ أَنْ تَشْهَدَ أَيْضًا في رُومَا!».