الجمعة التاسعة من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (رسل 20/ 6-16)

 

 

 أَبْحَرْنَا مِنْ فِيلِبِّي، بَعْدَ أَيَّامِ ٱلفَطِير، ولَحِقْنَا بِهِم في تُرْوَاس، وَمَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّام. وفي يَوْمِ ٱلأَحَد، ٱجْتَمَعْنَا لِكَسْرِ ٱلخُبْز، فأَخَذَ بُولُسُ يُحَدِّثُهُم، وقَدْ عَزَمَ عَلى ٱلرَّحيلِ في ٱلغَد، وأَطَالَ ٱلحَديثَ حتَّى مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل.


وكانَ في ٱلعِلِّيَّةِ ٱلَّتِي ٱجْتَمَعْنَا فيها مَصَابيحُ كَثيرَة. وكانَ شابٌّ ٱسْمُهُ إِفْطِيخُس، جَالِسًا علَى ٱلنَّافِذَة، وأَخَذَهُ نُعَاسٌ ثَقيل، بَيْنَمَا كانَ بولُسُ يَسْتَفيضُ في ٱلحَدِيث، حتَّى غَلَبَ عَلَيْهِ ٱلنَّوْم، فَوَقَعَ مِنَ ٱلطَّبَقَةِ ٱلثَّالِثَةِ إِلى ٱلأَسْفَل، وحُمِلَ مَيْتًا.

 


فنَزَلَ بُولُسُ وٱرْتَمَى علَيْه، وضَمَّهُ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ وقَال: «لا تَضْطَرِبُوا، فَنَفْسُهُ فِيه!». ثُمَّ صَعِدَ فَكَسَرَ ٱلخُبْزَ وأَكَل. وحَدَّثَهُم طَويلاً حَتَّى ٱلفَجْر، ومَضَى. وجَاؤُوا بِٱلفَتَى حَيًّا، فَكانَ لَهُم عَزَاءٌ كَبير.

 


أَمَّا نَحْنُ فَسَبَقْنَا بُولُس، وَرَكِبْنا ٱلسَّفينَة، وأَقْلَعْنا إِلى أَسُّس، لِنَأْخُذَ بُولُسَ مَعَنَا مِنْ هُنَاك، كمَا كانَ قَدْ رَتَّب، وهُوَ عَازِمٌ أَنْ يُوافِيَنَا سَيْرًا عَلى ٱلأَقْدَام.


ولَمَّا لَحِقَ بِنَا في أَسُّس، أَصْعَدْنَاهُ معَنَا إِلى ٱلسَّفينَةِ وَجِئْنَا إِلى ميتِيلانَة. ومِنْهَا أَبْحَرْنَا في ٱلغَدِ وأَشْرَفْنَا عَلى جَزِيرَةِ خِيُوس. وفي ٱليَوْمِ ٱلتَّالي سِرْنَا بِمُحَاذَاةِ جَزِيرَةِ سَامُوس، وفي ٱليَوْمِ ٱلثَّالِث، بَعْدَ تَوَقُّفٍ في ترُوغِيلِّيُون، وَصَلْنَا إِلى مِيلِيتُس.

 


وكانَ بُولُسُ قَدْ صَمَّمَ أَنْ يتَجَاوَزَ أَفَسُسَ بَحْرًا، لِئَلاَّ يُضْطَرَّ أَنْ يتَأَخَّرَ في آسِيَا، لَعَلَّهُ يَصِلُ إِلى أُورَشَلِيمَ يَوْمَ ٱلعَنْصَرَة.