الأحد العاشر من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس (12/ 1 -11)

 

الرسول يكرز بالملكوت



يا إِخوتي : أَمَّا في شَأْنِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا أُريدُ أَنْ تَكُونُوا جَاهِلِين.

 

تَعْلَمُونَ أَنَّكُم، عِنْدَمَا كُنْتُم وَثَنِيِّين، كُنْتُم تَنْقَادُونَ مُنجَرِفِينَ إِلى الأَوْثَانِ البُكْم.

 

لِذلِكَ أُعْلِنُ لَكُم أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس.

 

إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛

 


والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛

 

والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء.

 

وكُلُّ وَاحِدٍ يُعْطَى مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فيهَا مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ العَام.

 

فوَاحِدٌ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَم الحِكْمَة، وآخَرُ كَلاَمَ المَعْرِفَة، وَفْقًا لِلرُّوح عَيْنِهِ؛

 

وآخَرُ الإِيْمَانَ في الرُّوحِ عَيْنِهِ؛ وآخَرُ مَوَاهِبَ الشِّفَاءِ في الرُّوحِ الوَاحِد؛

 

وآخَرُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، وآخَرُ النُّبُوءَة، وآخَرُ تَمْييزَ الأَرْوَاح، وآخَرُ أَنْوَاعَ الأَلْسُن، وآخَرُ تَرْجَمَةَ الأَلْسُن.

 

كُلُّ هذَا يَعْمَلُهُ الرُّوحُ الوَاحِدُ عَيْنُهُ، مُوَزِّعًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوَاهِبَهُ كَمَا يَشَاء.

 

 

 

 

البُعد الروحي:

 

 

 

 

يذكّر الرّسول مؤمنيّ قورنتس بماضيهم الوثنيّ، حين كانوا يستسلمون في عباداتهم إلى مظاهر العنف والرّذيلة، موضحًا لهم التناقض بين عمل الأرواح الشرّيرة

 

في الوثنيّين، بمظاهر صاخبة ومتطرّفة ومتناقضة، وعمل الرّوح القدس في المؤمنين، بوحدة تامّة ونظام مثاليّ. إنّ الإيمان بالمسيح "ربًّا" هو المقياس الفاصل

 

بين ذوي المواهب الرّوحيّة الحقيقيِّين، والكاذبين، وهو عمل روح الله الواحد القدّوس في كلِّ مؤمن.

 

 

فالمواهب، والخِدَم، والأعمال المتنوّعة في الكنيسة، مصدرها كلّها واحد: هو الله الثالوث الواحد، وغايتها كلّها واحدة: تجلّي الرّوح فيها من أجلِ الخيرِ العامّ.