الأحد السادس بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة

 

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية (غل 6/ 1-10)

 

 

يا إِخوَتِي، إِنْ أُخِذَ إِنْسَانٌ بِزَلَّة، فأَصْلِحُوهُ أَنْتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِرُوحِ الوَدَاعَة، وَٱحْذَرْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَيْضًا.


إِحْمِلُوا بَعْضُكُم أَثْقَالَ بَعض، وهكَذَا أَتِمُّوا شَرِيعَةَ المَسيح.


إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ.


فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وحِينَئِذٍ يَكُونُ افْتِخَارُهُ في نَفْسِهِ فَقَطْ لا في غَيْرِه.


فإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الخَاصّ.


مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلِمَةَ الإِيْمَان، فَلْيُشَارِكْ مُعَلِّمَهُ في جَمِيعِ الخَيْرَات.


لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا.


فالَّذي يَزرَعُ فِي جَسَدِهِ، يَحصُدُ منَ الجَسَدِ فسَادًا؛ والَّذي يَزْرَعُ في الرُّوح، يَحصُدُ مِنَ الرُّوحِ حَيَاةً أَبَدِيَّة.


فلا نَمَلَّ عَمَلَ الخَيْر، ولا نَكِلَّ، لأَنَّنَا سَنَحْصُدُهُ في أَوَانِهِ.


إِذًا فمَا دَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقت، فَلْنَصْنَعِ الخَيْرَ إِلى جَمِيعِ النَّاس، وخُصُوصًا إِلى أَهلِ الإِيْمَان.

 

 

 

 

البُعد الروحي:

 

يكون المؤمن "روحانيًّا" بمقدار ما ينقاد للرُّوح القدس، وبمقدار ما يُثمر فيه الرُّوح، فيرى ويُدرك ويُقارن الحقائق المسيحيّة الروحيّة فيُعطينا عنها معرفة عميقة صحيحة وشاملة (1قور 2/ 15).

 

"شريعة المسيح" هي شريعة الرّوح التي عاشها المسيح نفسه في حياته على أرضِنا، ومن يُتمّ هذه الشريعة يتشبّه بالمسيح يسوع. والمحبّة هي أولى ثمار الرُّوح وملء الشّريعة، وهي التي تفرض علينا أن نحمل خطايا إخوتنا ونقائصهم لنساعدهم ونحملهم على التوبة.

 

وهذه هي قاعدة المشاركة بين المؤمنين، وعلى كلّ مؤمن أن يعبّر في حياته وأعماله وعلاقته بكلّ أحدٍ عن شريعة المحبّة، شريعة المسيح. ثمّ يحذّر الرَّسول المؤمنين من الملل في عمل الخير، ويحرّضهم على العمل الشخصيّ الجدّيّ، والجهاد بأمانة وبغير ملل، وهم مشدودون إلى يوم مجيء الربّ، الآتي ليُكافئهم ويُجازي كلّ واحد بحسب أعماله.

 

وبهذا تطبيق لتعليم الربّ يسوع في مثل الوزنات، إنجيل هذا الأحد.