الأحد الثالث من الصوم الكبير: آية شفاء المنزوفة «الرسالة

 

 

 

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس (7/ 4 - 11)

 

الأحد الثالث من الصوم الكبير : أحد شفاء النازفة

 

 

يا إخوَتِي، إِنَّ لي عَلَيْكُم دَالَّةً كَبِيرَة، ولي بِكُم فَخْرًا عَظِيمًا. وَلَقَدِ ٱمْتَلأَتُ تَعْزِيَة، وأَنَا أَفِيضُ فَرَحًا في ضِيقِنَا كُلِّهِ.

 

فإِنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلى مَقْدَونِيَة، لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيءٌ مِنَ الرَّاحَة، بَلْ كُنَّا مُتَضَايِقِينَ في كُلِّ شَيء، صِرَاعٌ

 

مِنَ الخَارِج، وخَوفٌ مِنَ الدَّاخِل!

 

لكِنَّ ٱللهَ الَّذي يُعَزِّي المُتَوَاضِعِينَ عَزَّانا بِمَجِيءِ طِيْطُس،

 

لا بِمَجِيئِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي تَعَزَّاهَا بِكُم. وقَدْ أَخْبَرَنَا بِٱشْتِيَاقِكُم إِلَيْنَا، وحُزْنِكُم، وغَيْرَتِكُم عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي ٱزْدَدْتُ فَرَحًا.

 

وإِذَا كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُم بِرِسَالتِي فَلَسْتُ نَادِمًا عَلى ذلِكَ، معَ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ نَدِمْتُ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَة، ولَوْ أَحْزَنَتْكُم إِلى حِين،

 

قَدْ سَبَّبَتْ لي فَرَحًا كَثِيرًا، لا لأَنَّكُم حَزِنْتُم، بَلْ لأَنَّ حُزْنَكُم أَدَّى بِكُم إِلى التَّوبَة. فَقَدْ حَزِنْتُم حُزْنًا مُرْضِيًا لله، كَيْ لا تَخْسَرُوا بِسَبَبِنَا في أَيِّ شَيء؛

 

لأَنَّ الحُزْنَ المُرْضِيَ للهِ يَصْنَعُ تَوْبَةً لِلخَلاصِ لا نَدَمَ عَلَيْهَا، أَمَّا حُزْنُ العَالَمِ فَيَصْنَعُ مَوْتًا.

 

فَٱنْظُرُوا حُزْنَكُم هذَا ٱلمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ ٱلٱجْتِهَاد، بَلْ مِنَ ٱلٱعْتِذَار، بَلْ مِنَ ٱلٱسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ

 

ٱلخَوْف، بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق، بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة، بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذَلِكَ

 

أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هذَا الأَمْر.

 

 

 

البُعد الروحي:

 

 

تعبّر عن فرح القدّيس بولس، وتعزيته الكبرى برجوع طيطس إليه، حاملا ً معه أخبارًا سارّة من مؤمنيّ قورنتس، وقد تابوا على أثر قراءتهم للرّسالة القاسية التي سبق بولس فوجّهها إليهم، وفتحوا قلوبهم للنعمة، وعادوا إلى سابق عهدهم في علاقتهم الطبيعيّة ببولس، بعد أن كانوا منغلقين في عتمة كبريائهم وأنانيّتهم ورافضين لبولس وللإنجيل معًا.

 

والتطبيق واضح على واقع تلك المنزوفة المنغلقة على ذاتها في بيتها، المنبوذة والمعتبرة نجسة وخاطئة، لا يحقّ لها مخالطة جماعة شعب الله! فكم كان فرحها عظيمًا عندما شفاها الربّ وأعلى إيمانها ومدحها أمام الجموع كلّها!