الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

 

 

 

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس ( 3 /1 -11).

 

مثل الزارع

 

 

 

يا إِخوَتِي، أَنَا، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُم كَأُنَاسٍ رُوحَانيِّينَ بَلْ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين، كَأَطْفَالٍ في المَسِيح.

 

قَدْ غَذَوْتُكُم بِالحَليبِ لا بِالطَّعَام، لأَنَّكُم لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ قَادِرِين، ولا حَتَّى الآنَ أَنْتُم قَادِرُون.

 

فَأَنْتُم لا تَزَالُونَ أُنَاسًا جَسَدِيِّين: فَمَا دَامَ بَيْنَكُم حَسَدٌ وَخِصَام، أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين، وسُلُوكًا جَسَدِيًّا

 

تَسْلُكُون؟

 

فإِذَا كَانَ أَحَدُكُم يَقُول: أَنَا لِبُولُس! وآخَر: أَنَا لأَبُلُّوس! أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين؟

 

فمَا هوَ أَبُلُّوس؟ ومَا هوَ بُولُس؟ هُمَا خَادِمَانِ آمَنْتُم عَلى أَيْدِيهِمَا، عَلى قَدْرِ مَا أَعْطَى الرَّبُّ كُلاًّ مِنْهُمَا.

 

أَنَا غَرَسْتُ، وأَبُلُّوسُ سَقَى، ولكِنَّ اللهَ هُوَ الَّذي كَانَ يُنْمِي.

 

فلا الغَارِسُ بِشَيءٍ ولا السَّاقِي، بَلِ ٱللهُ الَّذي يُنْمِي!

 

لكِنَّ الغَارِسَ والسَّاقِي وَاحِد، وكُلٌّ مِنْهُمَا يَأْخُذُ أَجْرَهُ عَلى قَدْرِ تَعَبِهِ.

 

فَنَحْنُ مُعَاوِنَانِ لله، وأَنْتُم حَقْلُ ٱللهِ وَبِنَاءُ ٱلله.

 

وأَنَا بِنِعْمَةِ ٱللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي، وَضَعْتُ الأَسَاسَ كَبَنَّاءٍ حَكِيم، لكِنَّ آخَرَ يَبْنِي عَلَيْه: فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ

 

يَبْنِي عَلَيْه!

 

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح.

 

 

 

البُعد الرّوحي

 

يشدّد الرّسول بولس على أنّه هو وأبُلّوس وكلّ الرّسل، ليسوا أساتذة جَدَليِّين ذوي مذاهب فلسفيّة،

 

ونظريّات يختلف عليها المؤمنون. إنّهم خدّام للربّ يسوع، ولِلتبشير بكلمته للناس أجمعين. وكلّ واحد

 

يبشّر بحسب ما أوتيَ من مواهب! يتعب الرّسول، وينال أجره من الربّ، لكنّ نجاح عمله الرّسوليّ لا

 

يتوقّف على إرادته الذاتيّة، وتعبه الشخصيّ، بل على الله ونعمته. ثمّ يُشدّد الرّسول، موجِّهًا كلامه إلى

 

مَن يريدون أن يكمِّلوا عمله الرسوليّ، منبِّهًا ومحذّرًا ألّا يفتّش أحد منهم عن وحي إلهيّ خاصّ، وعن

 

أساس آخر لحياته ورسالته غير شخص يسوع المسيح وحده، حجر الزاوية ورأس الجسر. وعلى البناء

 

أن يكون ملائمًا للأساس. والحقل والبناء مثلان شبّه بهما الرّسول كنيسة الله: الأوّل من الحياة الزراعيّة،

 

ويذكّرنا بمثل الزارع في الإنجيل، والثاني من الحياة الصناعيّة: تأسيس البناء!