جمعة الحواريّين «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (لو24: 36- 45)

 

 

36 وفيما هم يتكلّمون بهذا، وقف يسوع في وسطهم، وقال لهم: "السّلام لكم!".

 

37 فارتاعوا، واستولى عليهم الخوف، وكانوا يظنّون أنّهم يشاهدون روحًا.

 

38 فقال لهم يسوع: "ما بالكم مضطربين؟ ولماذا تخالج هذه الأفكار قلوبكم؟

 

39 انظروا إلى يديّ ورجليّ، فإنّي أنا هو. جسّوني، وانظروا، فإنّ الرّوح لا لحم له ولا عظام كما ترون لي!".

 

40 قال هذا وأراهم يديه ورجليه.

 

41 وإذ كانوا بعد غير مصدّقين من الفرح، ومتعجّبين، قال لهم: "هل عندكم هنا طعام؟".

 

42 فقدّموا له قطعةً من سمكٍ مشويّ، ومن شهد عسل.

 

43 فأخذها وأكلها بمرأى منهم،

 

44 وقال لهم: "هذا هو كلامي الّذي كلّمتكم به، وأنا بعد معكم. كان ينبغي أن يتمّ كلّ ما كتب عنّي في توراة موسى، والأنبياء والمزامير".

 

45 حينئذٍ فتح أذهانهم ليفهموا الكتب.

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 ظهور يسوع للتلاميذ ووقوفه المفاجئ في وسطهم أحدثا فيهم حالةً من الخوف الشديد مع الظنّ بأنّهم أمام روح! ما اضطرّه أن يتساءل أمامهم عن ذلك، ويدعوهم إلى استبداله بمعطيات حواسّهم (جسّوني، وانظروا يديّ ورجليّ)، التي تثبت لكم "أنّي أنا هو"، إذ "الروح لا لحم له ولا عظام كما ترون لي"! وعندما أخذوا يشعرون بحالةٍ أخرى، ظلّوا فيها "غير مصدّقين من الفرح، ومتعجّبين"، أكل معهم وأمامهم، وذكّرهم بكلامه السابق معهم في ما يتناول تتميم ما جاء عنه في الكتب: التوراة والأنبياء والمزامير، وفتح أذهانهم ليفهموا ذلك ويؤمنوا.

 

 

 

 يشدّد لوقا على حقيقة قيامة الربّ يسوع، وعلى أنّ الذي آكلوه سابقًا، وترافقوا معه، ورأوه أخيرًا مصلوبًا، هو عينه القائم من الموت والحاضر الآن في وسطهم.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 أزال يسوع عدم إيمان الرسل بحقيقة قيامته بإعطائهم علامة عن واقع هذه القيامة: آثار الصلب التي يحملها في مجده إلى الأبد! والأكل أمامهم، ما لا يستطيع ذلك الأشباح بنظر القائلين بالأرواح.

 

 وبعدها، أفهم يسوع الرسل الكتب المقدّسة، وبأنّه قد أتمّ كلّ ما جاء عنه فيها.

 

 

الأب توما مهنّا