ثلاثاء أسبوع تجديد البيعة «الإنجيل

 

إنجيل اليوم (يو 10/ 7-10)

 

7 فعاد يسوع يقول: "الحقّ الحقّ أقول لكم: أنا هو باب الخراف.

 

8 جميع الّذين أتوا قبلي هم سارقون ولصوص، ولم تسمع لهم الخراف.

 

9 أنا هو الباب. فمن يدخل منّي يخلص، ويخرج ويجد مرعىً.

 

10 السّارق لا يأتي إلاّ ليسرق ويذبح ويهلك. أنا أتيت لتكون للخراف حياة، وتكون لهم وافرة.

 

 

أوّلاً قراءتي للنص

 

 

  مثل ثانٍ يعلن فيه يسوع أنّه "هو باب الخراف" (7)، فلا باب آخر سواه؛ منه تدخل الخراف فتجد خلاصًا، ومنه تخرج، فتجد مرعىً (9)؛ أما الذين أتوا قبله لعند الخراف، مثل قادة الشعب اليهودي الذين اصطدم بهم يسوع مرارًا ودعاهم عميانًا (متى 15: 14؛ يو 9: 39-41)، فكانوا سارقين ولصوصًا (8)؛ لأنهم كانوا في خدمة أنانيتهم ومصالحهم.

 

أتوا "ليسرقوا ويذبحوا ويهلكوا"، أمّا هو، فقد أتى "لتكون للخراف حياة، وتكون لهم وافرة" (10): وهذا ثابت، بشهادة التاريخ والواقع، في الكنيسة ومؤسساتها، حيث تحترم القيم الإنسانيّة المسيحيّة؛ وهذا ثابت أيضًا وبخاصة، بظاهرة القدّيسين الذين يوجدون في دنيانا، هنا وهناك، واحات من سميا الملكوت.

 

 يجب التنبّه إلى قول الرب بأنّ جميع الذين أسندت إليهم قيادة شعب الله المختار، خلال الفترة السابقة لمجيء المسيح وتحضيرًا لهذا المجيء، كانوا سارقين ولصوصًا، وأخذ هذا الكلام المعمّم على هذه الصورة،  بالاعتبار، لشدّ الهمة وتجديدها، للقيام بالمَهَمّة الموكلة إلى المسؤولين في الكنيسة، والقادة الجدد لشعبه وللعالم.

 

كلّنا معرّض لما تعرّض له هؤلاء من دينونة، إذا لم نعِ كلام الرب وعيًا كاملاً، ونقتنع بأنّه سجّل في الإنجيل، نعم، لدينونة هؤلاء، وأيضًا لتعليمنا نحن، وتحريضنا، لئلا ننقاد إلى ما انقادوا إليه من سوء تصرّف؛ رعاية خراف الرب مسؤوليّة كبيرة، ملقاة على عاتق الرعاة، يستدعي حسن القيام بها قداسة الحياة وصفاء النيّة ونزاهة التصرّف.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 الآية (7)

 

 الباب هو ما به ندخل إلى الحظيرة، ونخرج منها إلى المرعى؛ وهو، في كتب المعلمين، ما يساعد على الولوج إلى العالم السماوي (تك 28: 17؛ مز78: 23؛ متى 7: 13-14؛ 25: 10؛ لو11: 52؛ 13: 24)؛ أما في إنجيل يوحنا، فيسوع، بتجسّده، هو الباب الذي به نكتشف عطايا الله.

 

 

 الآية (8)

 

 يدور هذا الكلام على جميع الذين اعتبروا أنّهم يحملون المعرفة والخلاص للبشر بوسائلهم الشخصيّة، سواء في العالم اليهودي أو في العالم الوثني: ما قادوا الناس إلى الله، بل إلى الهلاك؛ هؤلاء وُجِدوا قبل المسيح، وما زالوا موجودين اليوم؛ على الكنيسة أن تميّزهم وتدلّ المؤمنين على ضلالهم.

 

 

 الآية (10)

 

 مقارنة بين يسوع الرّاعي، والسّارق: هذا يهتمّ بنفسه وبمشاريعه الخاصّة؛ أمّا يسوع فيهتم بالقطيع، ويستعدّ لبذل حياته من أجله.

 

الأب توما مهنّا