السبت العاشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  ( لو ١٢ /١٠-١٢)

 

 

١٠ قالَ الرَّبُّ يَسوع: "كُلُّ مَن يقول كلمةً على ابن الإنسان يُغفر له، أمّا مَن يُجَدِّفُ على الرُّوح القدس فلن يُغفر له.

 

١١ وحين يُقَدِّمونكم إلى المجامع والرِّئاسات والسُّلطات، لا تهتمّوا كيف أو بماذا تدافعون عن أنفسكم، أو ماذا تقولون.

 

١٢ فالرّوح القدس يعلِّمكم في تلك السّاعة ما يجب أن تقولوه".

 

 

أوّلاً قراءتي للنّصّ

 

 

 الآية (١٠)

 

 نحن أمام تمييز خطايا قابلة للغفران هي من نوع "كلمة على ابن الإنسان"، من  خطايا غير قابلة للغفران، هي من نوع "التجديف على الروح القدس"؛ فخطايا النوع الأوّل تمسّ يسوع وتنتقصه، بشكل من الأشكال، كيانًا وحياة، وكأنّها تنظر إليه من خلال الإنسان الذي صاره بتجسّده وتشبّهه بنا وبضعفنا، في كلّ شيء، ما عدا الخطيئة؛ وأمّا خطايا النوع الثاني، فإنّها تمسّ الروح القدس، وتنتقص ما يتجلّى منه بالذات، ويتسامى على ما هو منّا وفينا، ويتبدّى بكلّيّته من اللّه، وبالتّالي جديدًا بالنسبة إلى ما نحن فيه وعليه!

 

فمقترف مثل هذه الخطايا، لا ينقاد إليها من حيث كونه إنسانًا ضعيفًا ومعرّضًا لقوى الشرّ العاملة في هذا العالم، بل من حيث كونه قد أصبح "شرّيرًا"، والشرّ قد استقرّ فيه، وهو في رؤيته لظهورات الروح القدس.

 

 

 

 طرحت قضيّة الخطايا التي لا تغفر في الكنيسة الأولى، انطلاقًا من هذا النصّ وأمثاله، وبخاصّة من نصّ آخر للقدّيس بولس (عب ٦/٤-٦).

 

الآيتان (١١-١٢)

 

 يسوع ينبئ تلاميذه، ضمنًا، عن الاضطهاد الذي سيتعرّضون له، وذلك لكي يطمئنهم بأنّه سيكون إلى جانبهم، بروحه القدّوس، الذي يلهمهم ما عليهم أن يقولوه، ويدافعون به عن أنفسهم؛ هو الروح القدس الذي يعلّمهم ذلك، فهو المعلمّ ( يو ١٤/٢٦)؛ يجدر بنا، كلّما وجدنا في حال مضايقة أو ظلم، متأتّية من آخرين، ألاّ ننقاد لردّات الفعل العفويّة، بل حريّ بنا أن نستلهم الروح القدس، فيرشدنا إلى ما يخرجنا من المأزق، ويعود بالخير لنا ولمضطهدينا، أكانوا من الإخوة أو من الأعداء.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآية (١٠)

 

 نورد أوّلًا، الشرح المعطى للآيتين الموازيتين في متّى ( ١٢ /٣١-٣٢)، وهذا نصّه : الخطيئة بشكل عامّ، والتجديف بشكل خاصّ، يغفران، لأنّ اللّه إله الغفران؛ مَن تجاهل سرّ ابن اللّه ( أي مَن هاجم يسوع )، وما فهم كيف يطرد الشيطان، عفر اللّه له؛ أمّا مَن تجاهل عمل الروح في يسوع، فلا يغفر له، لأنّه يعارض عمل الروح وإلهاماته؛ نحن هنا أمام تحذير وتهديد يبقي غفران اللّه مفتوحًا.

 

 

  ونورد ثانيًا، الشرح المعطى لهذه الآية، وهذا نصّه: قابل لوقا بين زمن يسوع على الأرض حتّى موته ( كلّ هذا يُغفر)، وبين زمن الرسالة وعمل التلاميذ مع الروح القدس، حيث أعطيت الإمكانيّة الأخيرة للاهتداء والتوبة ( راجع رسل ٢/٣٨؛ ٣/١٩؛ ١٣/٤٦؛ ١٨/٦؛ ٢٨/٢٥-٢٨).

 

 

الآية (١١)

 

 نحن أمام لوحة عامّة عن وضع الكنيسة الأولى التي عرفت المضايقات والاضطهاد من قبل العالم اليهوديّ (المجامع)، ومن قبل العالم الوثنيّ ( الرئاسات والسلطات).

 

 

الآية (١٢)

 

 بينما يتكلّم الروح في فم التلاميذ، في متّى (١٠/٢٠)، ومرقس (١٣/١١)، فهو في لوقا، يعلّم التلاميذ، وهم يتكلّمون.

 

 

الأب توما مهنّا