السبت السادس من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (يو 14: 1-6)

 

1 لا يضْطَرِبْ قَلبُكُم! آمِنوا بِاللهِ وآمِنوا بي.

 

2 في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة، وإلّا لَقُلتُهُ لَكُم. أنا ذاهِبٌ ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكانًا؟

 

3 وإِذا ذَهَبتُ وأَعددتُ لَكُم مَكانًا، أعودُ وآخُذُكم إِلَيَّ، لِتَكونوا أَنتُم أَيضاً حَيثُ أَكونُ أنا.

 

4 أَنتُم تَعرِفونَ الطَّريقَ إِلى حَيثُ أَنا ذاهِب".

 

5 قالَ له توما: "يا ربّ، لا نَعلَمُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَقدِرُ أن نَعرِفَ الطَّريق؟".

 

6 قالَ له يسوع: "أَنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا أَحَدَ يَأتي إِلى الآبِ إِلاَّ بي".

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

ينطلق يسوع، في كلامه مع تلاميذه، من حالة الاضطراب، التي بدأت تظهر لديهم، وتغطّي بغيومها قلوبهم، وذلك لمجرّد سماعهم كلمات تشير إلى قرب مغادرته لهم؛ بدأ يسوع كلامه لهم قائلًا: "لا يضطربْ قلبُكم!"، لا تخافوا، لا تشعروا بخيبة! ثمّ دعاهم وأمرهم، بصوت محبّته لهم وثقته بهم: "آمنوا بالله وآمنوا بي"؛ هو، هذا الإيمان وحده به، في حاضر هذه الحياة، الذي يزيل من القلب كلّ اضطراب وخوف!.

 

 

 

وانتقل يسوع، بعد ذلك، إلى تذكير تلاميذه بما سبق وقاله لهم، بأنّه ذاهب إلى حيث كان في البدء، في مجد أبيه السماويّ؛ وسوف يعدّ لهم هناك مكانًا، ثمّ يعود ليأخذهم، هم أيضًا، ليكونوا حيث يكون هو، وإلى الأبد؛ وهكذا أحلّ في قلوبهم محلّ الاضطراب الرجاء الذي هو اطمئنان إلى أنّ موضوع الإيمان قائم حقًّا ومحقّق فعلًا في نهاية الطريق التي يبقى علينا أن نسيرها، بمسطّحاتها وعقباتها، ما دمنا في هذه الحياة.

 

 

وأوضح يسوع كلامه لتلاميذه أكثر فأكثر بجوابه على توما الذي التَمَسَ منه ذلك بإعلانه عن عدم فهمه، عندما قال له: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة..."؛ يسوع هو "الطريق"، لأنّه وحي الله الكامل، مَن يمشي في نور إنجيله يصل ويرى وجه الله؛ وهو "الحقّ"، لأنّه أظهر حقيقة الله الآب الكاملة في شخصه وتعاليمه وأعماله كلّها؛ وهو "الحياة"، لأنّه يُشرِك المؤمنين به في حياة الله إلى الأبد؛ إذًا، فهو الطرق والغاية معًا.

 

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآية (1)

 

لا زلنا في الخطبة الأولى التي بدأها يسوع في (13: 31)، وفيها أشار إلى أنّه هو الطريق إلى الآب، ووعد التلاميذ بإرسال الروح المعزّي، لئلّل يظلّوا يتامى؛ اضطربت قلوب التلاميذ عندما عرفوا أنّ يسوع يعود إلى الآب و"يتركهم" وحدهم وسط عالم معادٍ لهم؛ لذلك، يشجّعهم هنا ويطمئنهم ويدعوهم إلى الإيمان بالله وبه، واعدًا إيّاهم بعونٍ دائم وبعدم التخلّي عنهم.

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

 

بيت أبي (2)

 

في المعنى البيبليّ، البيت هو الهيكل الذي يقيم فيه الله وسط شعبه (خر 33: 7؛ 2 صم 7: 13؛ مز 69: 10)، هو حضور الله (نقول: بيت الله هو في السماء).

 

إذا ما ذهبت (3)

 

حين يعود يسوع إلى الآب يتّحد ببشريّته بالآب؛ وإذْ يصبح في بيت الآب، يضمّ إليه تلاميذه والبشر.

الآيتان (4 و6): الطريق هي المسيح: لا يذهب أحد إلى الآب إلّا بيسوع؛ هناك الطريق في سفر الخروج (تث 1: 30-33)؛ والشريعة هي الطريق (تث 32: 4؛ مز 25: 10)؛ والحياة المسيحيّة هي طريق (رسل 9: 2؛ 18: 25؛ 24: 22)؛ يسوع يذهب إلى أبعد من ذلك: إنّه هو الطريق الذي وحده، يقود إلى الحقّ والحياة (راجع 10: 9)؛ لا خلاص إلّا باسمه (رسل 4: 12).

 

الأب توما مهنّا