السبت الرابع عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (لو 17/ 1-4)

 

 

1 قال يسوع لتلاميذه: "لا بدّ أن تأتي الشّكوك، ولكن الويل لمن تأتي على يده!

 

2 خيرٌ له أن يطوّق عنقه برحى الحمار، ويطرح في البحر، من أن يشكّك واحدًا من هؤلاء الصّغار.

 

3 احذروا لأنفسكم: إن خطئ إليك أخوك فأنّبه، وإن تاب فاغفر له.

 

4 وإن خطئ إليك سبع مرّاتٍ في اليوم، ورجع إليك سبع مرّاتٍ قائلاً: "أنا تائب، فاغفر له".

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 أعطي لهذا النصّ، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، عنوانان، الأوّل: "مسبّبو الشكوك" (1 -2)، وله نصّ موازٍ في متّى (18/ 7، 6)، وآخر في مرقس (9/ 42)؛ والثاني: "اغفروا دون حساب" (3-4)، وله نصّ موازٍ في متّى (18/ 15؛ 21 /22)؛ الشكوك هي الخطايا العلنيّة التي ترتكب في حقّ الآخر، وبخاصّة أحد هؤلاء الصغار المعرّضين لخطر الضلال في عقائدهم وقواعد أخلاقهم.

 

 

يقسو يسوع جدًّا على مسبّبي الشكوك في كنيسته، ويرى مصير مَن "يطوّق عنقه برحى الحمار ويطرح في البحر" أفضل من مصيرهم؛ المثل الصَّالح مسؤوليَّة جسيمة لكّل مؤمن تجاه أخيه، كما سلطة المسؤول تجاه الجماعة.

 

 

  يضع لوقا شرطًا للغفران المتكرّر من دون حدود، هو التوبة، بينما يكتفي متّى بسماع العتاب كشرط للغفران؛ يهمل لوقا دور الجماعة في إصلاح الفرد، بينما يشدّد متّى على المصالحة في الجماعة تكرارًا ودون هوادة، فرديًّا وجماعيًّا، وعلى الغفران دون شروط وحدود.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآية (1)

تأتي العثرات؛ لا بدّ من حدوث الشكوك؛ هذا أمر واقعيّ تعرفه الكنيسة (متّى 5/ 29)؛ الشكوك؟ تعني الشكوك ما هو عائق أو فخّ (مز 124/ 7): "نجونا كالعصفور من فخّ الصيّادين؛ انكسر الفخّ ونحن نجونا"؛ أو ما هو حجر يجعلك تعثر وتسقط (آش 8/ 14-15؛ رو 9/ 33؛ 1 بط 2 /8).

 

 

الآية (4)

الغفران سبع مرّات: الرقم 7 هو رقم الكمال، ما يعني أنّ المغفرة دائمة ومن كلّ القلب.

 

 

الأب توما مهنّا