السبت الخامس من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (متى 10 /40-11 /1)

 

 

قال الرب يسوع: "مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني.

 

مَن قَبِلَ نَبِيّاً لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقًا لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال

 

ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع".

 

ولَمَّا أتمَّ يسوعُ وَصاياه لِتَلاميذِه الاثنَي عَشَر، ذَهبَ مِن هُناكَ لِيُعَلِّمَ ويُبَشِّرَ في مُدُنِهم.

 

أولًا قراءتي للنص

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا النهار في "الترجمة الليتورجيّة"، العنوان الآتي "من يقبلكم يقبلني"، وله    نصوص ثلاثة موازية، في مرقس (9 /37،41)، ولوقا (9 /48، 10 /16)، ويوحنا 13 /20).

 

 

أتى يسوع إلى العالم، وأتمّ عمل الخلاص، ودعا الجميع إلى قبول هذا الخلاص، إلى قبوله، هو المخلّص، وعاد إلى عند الله الآب، أبيه السماوي، بعد أن كلّف الرسل والتلاميذ والكنيسة بمواصلة عمله الخلاصي وبحمل دعوة الخلاص إلى كلّ إنسان.

 

 

فالمطلوب إذًا، كما كان ولا يزال، هو قبول دعوة الخلاص هذه، وقبول الداعي إليها، الذي هو في الأساس، الله الآب الذي وعد الإنسان، بعد أن أخطأ، بالخلاص، والذي هو بالفعل، يسوع المسيح الذي أرسله الله الآب، في ملء الزمن، فأتمّ الخلاص بحسب الوعد الإلهيّ، والذي هو، بالمواصلة، أعضاء الكنيسة وفق المواهب المعطاة لهم، والمهمّات الموكلة إليهم، فرسالة الكنيسة امتدادٌ لرسالة الرسل، وبالتالي، لرسالة السيد المسيح، وموقف الناس من الكنيسة، ومن رؤسائها، خلفاء الرسل، والمؤتمنين على تعليمهم، هو موقفهم من السيّد المسيح عينه، وبالتالي، من الله الآب الذي أرسله، لذلك، مَن يقبلهم، وبالصفة التي يقبلهم بها، ومَن يحسن إليهم، ولو بكأس ماء بارد، له أجر، وأجره لن يضيع.

 

 

 تجدر الإشارة هنا، إلى أنّ المهّم في وصايا يسوع هذه لتلاميذه، هو الشخص عينه، لا التعليم أو العقيدة.  قبول الرسول أو التلميذ هو قبول المسيح بالذات، وهو قبول الله الآب الذي أرسله، لذلك، حسن معاملة الرسول أو التلميذ، بصفته تلك، ومساعدته ومساندته، المادّية والزمنيّة، لها أجر أكيد وأبديّ، لأنّه لن يفقد.

 

 

 

الآية (40)

 

راجع الآية الموازية لها في لوقا (10/16)، وشرح هذه الأخيرة هو التالي. هذه الآية هي خاتمة خطبة يسوع في إنجيل لوقا، كما الآية (40) هي خاتمة خطبته في إنجيل متّى، رسالة التلاميذ امتداد لرسالة يسوع، وموقف السامعين منهم هو موقفهم من ييسوع نفسه.

 

 

الآية (41)

 

لهذه الآية إطار كتابي مفيد، راجع سفر الملوك الأول (17/9-24)، وسفر الملوك الثاني (4/8-37).

 

الآية (11 /1)

 

بهذه العبارة يختم متّى خطبته الثانية، كما ختم خطبه الأربع الأخرى (7/28، 13/53،19/1،26/1).

 

ثانيًا قراءة رعائية

 

 

الآية (40)

 

يتساوى الرسول مع مُرسِله، لا على مستوى الشخصية، بل على مستوى المهمّة والرسالة، وحين يستقبل الناس المُرسَل، فلا يقومون بواجب الضيافة فقط، بل يعبّرون، باستقبالهم له، عن خضوعهم لكلمة الله التي يحملها المُرسَل إليهم.

 

 

الآية (41)

 

 

سلطة الرسالة هي في خط الأنبياء والصالحين الأبرار (راجع 13/17، 23/19)، للنبيّ والبارّ كرامته في العهد القديم، هي كرامة الرسول في العهد الجديد .إنّه عطيّة من الله.

 

الآية (42)

 

الصغار؟ هم الرسل (راجع مر 9/41)، أو جميع التلاميذ  شهود ملكوت الله، أو هم "صغار القوم" في الكنيسة من وضعاء وعائشين على هامش الجماعة، وهم ربّما، من فقراء معدومين  بسبب الاضطهاد الذي طالهم ... ، كلّ هؤلاء يرسلهم الرّب يسوع ليشهدوا لحضوره في العالم.

 

 

الآية (11 /1)

 

نجد هنا خاتمة "خطبة الرسالة"، على مثال خاتمة "خطبة الجبل"(7/28)، بعد أن علّم يسوع، أخذ يطبّق ما قاله، حتّى يراه تلاميذه ويتعلّموا، ثمّ مضى يعلّم ويبشّر في مدن اليهود، وربّما في مدن وثنيّة، لم تكن البشارة قد وصلت إليها بعد.

 

 

الأب توما مهنّا