السبت الثاني بعد الدنح «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (متّى 10: 1 - 6)

 

 

 

1 دَعَا يَسُوعُ تَلامِيذَهُ الاثنَي عَشَر، فَأعطَاهُم سُلطَانًا يَطرُدُونَ بِهِ الأروَاحَ النَّجِسَة، ويَشفُونَ الشَّعبَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.

 

2 وهَذِهِ أسمَاءُ الرُّسُلِ الاثنَي عَشَر: الأوَّلُ سِمعَانُ الَّذي يُدعَى بُطرُس، وأندرَاوُسُ أخُوه، ويَعقوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أخُوه.

 

3 وفِيلِبُّس وبَرتُلمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعقوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،4 وسِمعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإسخَريُوطِيُّ الَّذي أسلَمَ يَسُوع.

 

5 هَؤُلاءِ الاثنَا عَشَرَ أرسَلَهُم يَسُوع، وقَد أوصَاهُم قَائِلاً: "لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدخُلُوا مَدِينَةً لِلسَّامِرِيِّين،

 

6 بَلِ اذهَبُوا بِالحَرِيِّ إلى الخِرَافِ الضَّالَةِ مِن بَيتِ إسرَائِيل".

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

أُعطِيَ للآيات الأربع الأولى من نَصّ إنجيل هذا اليوم، العنوان التالي: "اختيار الرسل" (1 - 4)؛ لهذه الآيات آياتٌ موازيةٌ في مرقس (3: 13 - 19)، وفي لوقا (6: 12 - 16)، وفي رسل (1: 13)؛ أمّا الآيتان الباقيتان من هذا النصّ، فإنّها الأولى من الآيات (5 - 15)، التي أُعطِيَ لها العنوان التالي: "إرسال الرسل"؛ إذن، نحن أمام دعوة يسوع الرسل الاثني عشر، مع الإشارة إلى مجال رسالتهم.

 

 

اختار يسوع رسله الاثني عشر، وأولاهم سلطانه نفسه على الشفاء من كلّ مرض وكلّ علّة، وأرسلهم يبشّرون، وقد أوصاهم بما يعملون، وأنبأهم بما سوف يلقون؛ لقد جمع متّى الإنجيليّ معًا دعوة الرسل وإعطاءَهم الرسالة، أمّا مرقس (3: 13 - 15)، ولوقا (6: 12 - 13)، فقد فصلا بين الدعوة والرسالة؛ تقوم كنيسة العهد الجديد على الرسل الاثني عشر، كما قامت جماعةُ العهد القديم على أولاد يعقوب الاثني عشر؛ ترتيب أسماء الرسل مختلف في الأناجيل، لكنْ بطرس هو دومًا أوّل الرسل، ويهوذا الإسخريوطيّ هو دومًا آخرهم؛ يشدّد مرقس على الصلة الوثيقة بين يسوع والاثني عشر: دعاهم "ليكونوا معه"؛ ويشدّد لوقا على سهر يسوع وصلاته، قبل إقدامه على اختيار رسله الاثني عشر من بين التلاميذ (لو 6: 12).

 

 

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

أ- فأعطاهم سلطانًا (1): دعا يسوع رسله وأشركهم في رسالته، وفي سلطانه نفسه (متّى 4: 23؛ 9: 35).

 

 

ب- ومتّى العشّار (3): متّى مذكور في لوائح الرسل الاثني عشر، إنّما متّى يتفرّد بوصفه "العشّار".

ج- أرسلهم يسوع (5 - 6): يتميّز متّى بالتشديد على أنّ يسوع هو المرسَل الذي وعد به اللهُ شعبَه القديم، "إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل" (6)؛ ولكنّ رسالته ستمتدّ، بعد القيامة، إلى جميع الشعوب والأمم (28: 19).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 جمع يسوع الرسل الاثني عشر (متّى 10: 2)، ونادى كلّ شخص منهم بمفرده "اتبعني"، وها هو يوصيهم بما يعملون ويقولون في رسالتهم؛ ولكن، نرى أنّهم لم يذهبوا إلى الرسالة، لأنّ الإعداد لم يكن قد اكتمل بعد؛ لهذا، ذهب يسوع نفسه (11: 1) ليعلّم ويبشّر؛ إنّ الفصل العاشر، في متّى، هو الخطبة الثانية بعد عظة الجبل (5 - 7)، هي خطبة الرسالة؛ اختار يسوع الرسل من بين التلاميذ ليحملوا بشرى الخلاص، ومنحهم سلطات خاصّة؛ سُمِّيَ الرسل في التقليد السرياني "السِّلّيحِين" (شْلِيحِي)، أي المُرسَلِين.

 

 

 تنطلق رسالة الرسل في مناخ من المجّانيّة والثقة بالله، والانفتاح على الآخر، فتعلن ملكوت السلام والعدالة والأخوّة بينم البشر (5 - 15)؛ أوّل وصيّة: لا تقصدوا أرضًا وثنيّة، ولا مدينة سامريّة، لا تذهبوا إلى الوثنيّين والسّامريّين، بل البثوا في حدود شعب إسرائيل (5 - 6): تلك كانت رسالة الاثني عشر، خلال حياة يسوع على الأرض؛ لقد اعتبر يسوع أنّ شعب إسرائيل ضالّ، يشبه خرافًا لا راعي لها (9: 36؛ 15: 24)، فإليه يذهب رسله أوّلاً، ويعلنون له اقتراب ملكوت السّماوات (راجع 3: 2)؛ لكنّ يسوع، سيرسل رسله، بعد القيامة، إلى جميع الأمم (28: 19)، وقبل الصّعود، إلى اليهوديّة والسّامرة (رسل 1: 8).

 

 

                                                                            الأب توما مهنّا