الخميس السادس من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (لو 18: 31-34)

 

 

31 ثمَّ أخَذَ يَسُوع الِاثنَيْ عَشَرَ وقالَ لَهُم: "ها نحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فسَيَتِمُّ كُلُّ ما هُوَ مَكَتُوبٌ في الأَنبِياءِ عَنِ ابنِ الإِنسَان.

 

32 فإنّه سيُسَلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين، فيَسخَرُونَ مِنهُ ويَشتُمُونَهُ، ويَبصُقُونَ عَلَيه.

 

33 ويَجلِدُونَهُ ويَقتُلونَهُ، وفي اليومِ الثَالِثِ يَقوم".

 

34 ولَكِنَّهُم لَم يَفْهَمُوا شَيئًا مِن ذلِكَ، بَل كانَ هذا الكَلامُ خَفِيًّا عَنهُم، وما كَانُوا يُدرِكُونَ ما يُقَالُ لَهُم.

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 أعلن يسوع لتلاميذه الاثني عشر، وهم في الطريق إلى أورشليم وقُبَيلَ وصولهم إليها، أنّه سيتمّ فيه كلّ ما هو مكتوب في الأنبياء عن ابن الإنسان، لأنّه هو ابن الإنسان؛ نشير إلى أنّ لوقا يتفرّد هنا، بذكر الربط بين ما سيحدث ليسوع وبين أقوال الأنبياء.

 

 

 ثمّ يفصّل يسوع لتلاميذه هذا المكتوب في الأنبياء عنه: سيسلَّم إلى الوثنيّين (الأمم)، على يد الأحبار والكتبة، الذين سيحكمون عليه بالموت (لدى متّى ومرقس)، فيسخرون منه، ويهزأون به، ويجلدونه (لوقا، متّى، مرقس)، ويبصقون عليه (لوقا، مرقس)، ويشتمونه (لوقا)، ويقتلونه (لوقا، مرقس)، ويصلبونه (متّى)؛ وفي اليوم الثالث يقوم (لدى الثلاثة).

 

 

  يتفرّد لوقا هنا، بالإشارة إلى أنّ التلاميذ لم يفهموا شيئًا من ذلك الكلام، الذي يأخذ معناه من أجواء الأنبياء؛ لم يكن التلاميذ في مثل تلك الأجواء، ولم تكن لهم المعرفة الكتابية الكافية، فتتيح لهم الارتقاء إليها.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 عند الاقتراب من أورشليم، أخذ يسوع يصوّر مصيره أمام تلاميذه بصورة عبد الربّ المتألّم، الذي يبذل حياته عن شعبه (أش 53)؛ نشير إلى أنّ يسوع ينبئ هنا، بآلامه لثالث مرّة (راجع لو 9: 22، 44)؛ أعار لوقا موضوع آلام المسيح اهتمامًا خاصًّا، فتكلّم عنه في ثلاث مناسبات أخرى (12: 50، 13: 32-35؛ 17: 25).

 

 انطلق الإنجيليّون: متّى، مرقس ولوقا، في كلامهم عن الآلام، من واقع الذي عاشه يسوع يومي الخميس والجمعة العظيمة.

 

 

الأب توما مهنّا