الخميس الخامس عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (لو 17/ 26-30)

 

 

 

26 قال الرّبّ يسوع: "كما كان في أيّام نوح، هكذا يكون في أيّام ابن الإنسان:

 

27 كان النّاس يأكلون ويشربون، ويتزوّجون ويزوّجون، إلى يوم دخل نوحٌ السّفينة. فجاء الطّوفان وأهلكم أجمعين.

 

28 وكما كان أيضًا في أيّام لوط: كان النّاس يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون.

 

29 ولكن يوم خرج لوطٌ من سدوم، أمطر الله نارًا وكبريتًا من السّماء فأهلكهم أجمعين.

 

30 هكذا يكون يوم يظهر ابن الإنسان".

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 

يقيم لوقا هنا، مقارنةً بين وضع البشر وما حدث لهم، أيّام نوح وأيّام لوط، بين وضعهم وما سوف يحدث لهم، يوم ظهر ابن الإنسان في آخر هذا الزمان؛ في أيّام نوح، كان الناس "يعيشون"، أي يقومون بمتطلّبات هذه الحياة الزمنيّة: "يأكلون ويشربون، ويتزوّجون ويزوّجون"، إلى يوم دخل نوح السفينة، فجاء الطوفان وأهلكهم جميعًا؛ وفي أيّام لوط، كان الناس "يعيشون" أيضًا، "يشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون"، إلى يوم خرج لوط من سدوم، فأمطر الله نارًا وكبريتًا من السماء وأهلكهم جميعًا؛ "هكذا يكون، يوم يظهر ابن الإنسان.

 

 

 

   لقد احتفظ العهد الجديد، كما نرى هنا، بالتقليد اليهوديّ القائل بأنّ الله عاقب الخلق بالطوفان، وعاقب أهل سدوم بالدمار...؛ وفي آخر الأزمنة، سوف يظهر ابن الإنسان، ليدين الناس على ما فعلوا؛ سيقيم الربّ الديّان، على هذه الأرض، بعد مجيئه الثاني؛ وستكون أيّام إقامته للدّينونة، لثواب المؤمنين، وعقاب الأثمة والكافرين؛ إنّها الأيّام التقريريّة في تاريخ الخلاص، وفي المصير النهائيّ لجميع بني البشر.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

على قدر ما ندخل، بإيماننا، في إطار يوم ابن الإنسان (لو 17/ 22-37)، على قدر ذلك نفهم معنى نصّ إنجيل هذا النهار ( لو 17/ 26-30): أن نكون ساهرين، فلا نتصرّف مثل جيل نوح الذي عرف الطوفان، وجيل لوط الذي رأى خراب سدوم؛ وهكذا نرانا أمام نداء إلى التوبة الدائمة.

 

 

الأب توما مهنّا