الخميس الحادي عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم ( لو 12/ 35-40)

 

 

35 قال الربّ يسوع: "لتكن أوساطكم مشدودة، وسرجكم موقدة.

 

36 وكونوا مثل أُناسٍ ينتظرون سيّدهم متى يعود من العرس، حتّى إذا جاء وقرع، يفتحون له حالاً.

 

37 طوبى لأولئك العبيد الّذين، متى جاء سيّدهم، يجدهم متيقّظين. الحقّ أقول لكم: إنّه يشدّ وسطه، ويجلسهم للطّعام، ويدور يخدمهم.

 

38 وإن جاء في الهجعة الثّانية أو الثالثة، ووجدهم هكذا، فطوبى لهم!

39 واعلموا هذا: إنّه لو عرف ربُّ البيت في أيّ ساعةٍ يأتي السّارق، لما ترك بيته ينقب.

 

40 فكونوا أنتم أيضًا مستعدّين، لأنّ ابن الإنسان يجيء في ساعةٍ لا تخالونها!".

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 أُعطيَ للآيات (35-48)، الموزّعة على يومي الخميس (35-40)، والجمعة (42-48) من الأسبوع الحادي عشر من زمن العنصرة، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، العنوان التالي "السهر مثل العبد الأمين"؛ لهذه الآيات نصّ موازٍ في متّى (24/ 43-51).

 

 

 يطلب الربّ منّا، ونحن في غربة عنه، في هذه الحياة الدنيا، ألاّ ننساه، ونعيش حياتنا وكأنّه غائب، عمليًّا، عنها؛ يطلب الربّ منّا، أن نبقى باتّصال دائم معه، لأنّه، قد أصبح بعد قيامته، حاضرًا فينا، وفي تاريخنا؛ ونحن، قد تحرّرنا من سلطان الظلام، وأصبحنا أبناء النور والنهار.

 

 

 ويحدّد الربّ اتّصالنا الدائم به بثلاثة: حالة سهر وتيقّظ، لكي لا يتمكّن عدوّ خلاصنا من الغدر بنا، وتضليلنا؛ وحالة انتظار لاستقباله وفتح الباب حالاً له، إذا ما جاء وقرع، إذا ما كلّمنا همسًا في الأعماق؛ وحالة استعداد وجهوزيّة للقيام بما يأمرنا به، ولتتميم إرادته والانصياع لإهاماته.

 

 هذه الحالات الثلاث تجعل الإنسان المؤمن أمينًا لإيمانه، إنّه العبد الأمين، الذي يستحقّ من سّيده المكافأة، الطوبى فيجلسه للطّعام على مائدته، ويشدّ وسطه، ويدور حوله، يخدمه.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 أُعطيَ للآيات (35-48)، في "قراءة رعائيّة"، العنوان التالي "مثل الخدم الأمناء"؛ لأنّه هنا، تبدأ أمثال تحرّض التلاميذ والمؤمنين بيسوع، على السهر بانتظار عودة الربّ؛ فعلامات الملكوت ظاهرة في حياتهم، وفي التاريخ، فيبقى عليهم أن يقرأوها.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

يشدّ وسطه (37)

 

 أو يشمّر على ساعده: هكذا تنقلب الأدوار، ويصير السيّد خادمًا ( راجع لو 22/ 27؛ مر 10/ 45؛ يو 13/ 4-5، 12-16).

 

 

 الهجعة الثانية أو الثالثة (38)

 

 أو نصف اللّيل؛ قسم اللّيل أربع هجعات عند الرومان ( راجع مر 13/ 35)؛ وقسم ثلاث هجعات عند اليهود ( راجع قض 7/ 19؛ متّى 14/ 25).

 

 

 ابن الإنسان يجيء (40)

 

 مجيء الربّ أكيد، ولكن ساعة هذا المجيء غير معروفة ( راجع متّى 24/ 30).

 

 

الأب توما مهنّا