الخميس الثاني عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم ( لو 13/ 10-17)

 

 

10 كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يوم السّبت.

 

11 وإذا امرأةٌ فيها روح مرضٍ منذ ثماني عشرة سنة، قد جعلها حدْباء لا تقدر أبدًا أن تنتصب.

 

12 ورآها يسوع فدعاها وقال لها: "يا امرأة، إنّك طليقةٌ من مرضك!".

 

13 ثمّ وضع يديه عليها، فانتصبت فجأةً، وأخذت تمجّد اللّه.

 

14 فأجاب رئيس المجمع وهو غاضب، لأنّ يسوع أبرأها يوم السّبت، وقال للجمع: "هناك ستّة أيّامٍ يجب فيها العمل، فتعالوا واستشفوا فيها، لا في يوم السّبت!".

 

15 فأجابه الرّبّ وقال: أيّها المراؤون، ألا يحلّ كلٌّ منكم يوم السّبت ثوره أو حماره من المعلف، ويأخذه ليسقيه؟

 

16 وهذه ابنة إبراهيم، التّي ربطها الشّيطان منذ ثماني عشرة سنة، أما كان ينبغي أن تحلّ من هذا الرّباط في يوم السّبت؟".

 

17 ولمّا قال هذا، خزي جميع معارضيه، وفرح الجمع كلّه بجميع الأعمال المجيدة الّتي كانت تجري على يده.

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، الذي يتفردّ به لوقا، العنوان التالي شفاء حدباء يوم السبت؛ فيه تشديد على سلطان يسوع حتّى على السبت.

 

 

 يسوع والمرأة الحدباء

 

رآها يسوع، وهو يعلّم في أحد المجامع يوم السبت، ورأى فيها "روح مرضٍ" جعلها حدباء؛ دعاها، وحرّرها من تلك الروح بكلامه لها وبوضع يده عليها؛ فانتصبت في الحال، وأخذت تمجّد اللّه.

 

 

 جواب رئيس المجمع على فعل يسوع

 

نظر رئيس المجمع إلى فعل يسوع، في زمن حدوثه (يوم السبت)، لا في نتيجته الراهنة (الشفاء)، فرآه مخالفًا لشريعة السبت، ما أثار فيه الغضب، وحمله على تذكير الجمع الحاضر، ويسوع بالذات من بينهم، بتلك الشريعة وبوجوب احترامها والتقيّد بها.

 

 

 جواب يسوع على جواب رئيس المجمع

 

توجّه يسوع إليه، وإلى أمثاله، داعيًا إيّاهم: "أيّها المراؤون"، أيها الفاسدون، ومثبتًا لهم، أمام الجميع، ومن طريق التنبيه إلى واقع تصرّفهم اليوميّ، ما يلي: إنّكم لم تسيئوا فهم شريعة السبت فحسب، بل قد أسأتم تطبيق سوء فهمكم لها: فأجزتم مخالفتها في ما يلبّي حاجات الحيوان، ولم تجيزوا هذه المخالفة عينها في ما يختصّ بخدمة الإنسان المحتاج!

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"  

 

 

 نتعلّم من الخبر الذي يسرده لنا هذا النصّ أنّ خدمة القريب أهمّ من ممارسة دقيقة لفرائض طقسيّة.

 

 

 الآيات ( 11- 13)

 

 كان اليهود يقولون إنّ الروح النجس هو سبب الأمراض المختلفة؛ نحن هنا أمام مرض أصاب ظهر امرأة، فجعلها حدباء، ملتصقة بالأرض كالحيوان؛ وها هو يسوع يعيد لها كرامتها، فترفع رأسها وتأخذ بتمجيد اللّه!

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

  يوم السبت

 

 جواب رئيس المجمع يدور حول تعامل يسوع مع السبت، إذ طلب الشفاء جائزٌ في ستّة أيام الأسبوع

(خر 20/ 9-10؛ تث 5/ 13-14)، لا في يوم السبت؛ أمّا في نظر يسوع، فيوم السبت هو يوم الخلاص (مر 3/4).

 

 

يا مراؤون (15)

 

 

 واجه يسوع رئيس المجمع وأمثاله، ببرهان أخذه من معاملة المزارعين اليوميّة لمواشيهم، ودعا إلى اعتماد تلك المعاملة مع الإنسان الذي هو أهمّ من الحيوان؛ وهكذا حكم على هؤلاء "المرائين" بالتعصّب الذميم.

 

 

 الأب توما مهنّا