الخميس الثالث من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (يو6: 41- 47)

 

41 فأخذ اليهود يتذمّرون على يسوع، لأنّه قال: "أنا هو الخبز الّذي نزل من السّماء".

 

42 وكانوا يقولون: "أليس هذا يسوع بن يوسف، ونحن نعرف أباه وأمّه؟ فكيف يقول الآن: إنّي نزلت من السّماء؟".

 

43 أجاب يسوع وقال لهم: "لا تتذمّروا في ما بينكم.

 

44 لا أحد يقدر أن يأتي إليّ، ما لم يجتذبه الآب الّذي أرسلني، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.

 

45 جاء في كتب الأنبياء: ويكونون جميعهم متعلّمين من الله. كلّ من سمع من الآب وتعلّم، يأتي إليّ.

 

46 ما من أحدٍ رأى الآب إلاّ الّذي هو من لدن الله. فهذا قد رأى الآب.

 

47 الحقّ الحقّ أقول لكم: المؤمن ينال حياةً أبديّة.

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

أثار قول يسوع عن نفسه أنّه الخبز النازل من السماء تذمّرًا شديدًا لدى اليهود، لأنّهم لم يجدوا شيئًا يدلّ على ذلك في معرفتهم البشريّة له: هو ابن يوسف، ونحن نعرف أباه وأمّه (42)؛ فكيف يجيز لنفسه، وما الذي يخوّله القول: "إنّي نزلت من السماء؟" (42)، فأجابهم يسوع:

 

أوّلاً، نصحهم بأن "لا تتذمّروا في ما بينكم" ولا تتشاركوا في هذا الموقف السلبيّ، ولا تعملوا على تغذيته وتأجيجه!

 

 ثانيًا، أفادهم بأنّ لا أحد يقدر أن يقبل ما يقوله عن نفسه، ما لم يجتذبه الله الآب الذي أرسله؛ ومن يقبله، يقيمه، هو، في اليوم الأخير.

 

 

 ثالثًا، أكّد لهم بأنّ كلّ من يسمع من الآب ويتعلّم منه، كما جاء في الأنبياء، يؤمن به وبعلاقته الفريدة مع الآب – لأنّه جاء من عند الآب وقد رآه – وينال حياة أبديّة.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 الآية (41)

 

تذمّر اليهود على يسوع، كما تذمّر آباؤهم في البرّيّة على موسى، وبالتالي على الربّ (راجع خر 16: 1- 8)، فدّل تذمّرهم على عدم إيمانهم.

 

 

 الآية (42)

 

لم يستطع اليهود التوفيق بين وضع يسوع البشريّ (هو ابن يوسف، نعرف أباه وأمّه)، وبين أصله الإلهيّ (نزل من السماء، أرسله الآب؛ لا بدّ هنا من الإيمان! الآب يجتذبنا إلى يسوع (44)، شرط أن لا نقسّي قلوبنا كما فعل الشعب في البرّيّة.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

 

 الآية (45)

 

من يتعلّم من الله (لا من البشر) ينال الخلاص (أش 54: 13).

 

 الآية (46)

 

يسوع وحده رأى الآب وعرفه ملء المعرفة، وفيه تتمّ النبوءة.

 

 

 الآية (47)

 

المؤمن بالمطلق ينال حياة أبديّة.

 

 

الأب توما مهنّا