الخميس الثالث عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم (لو 14/ 12-15)

 

 

12 قال يسوع أيضًا للّذي دعاه: "إذا صنعت غداءً أو عشاءً، فلا تدعُ أصدقاءك، ولا إخوتك، ولا أنسباءك، ولا جيرانك الأغنياء، لئلّا يدعوك هم أيضًا بالمقابل، ويكون لك مكافأة.

 

13 بل إذا صنعت وليمةً فادعُ المساكين والمقعدين والعرج والعميان.

 

14 وطوبى لك، لأنّهم ليس لهم ما يكافئونك به، وتكون مكافأتك في قيامة الأبرار".

 

15 وسمع أحد المدعوّين كلام يسوع فقال له: "طوبى لمن يأكل خبزًا في ملكوت الله!". 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

من المألوف في المجتمع، أن يتشارك الناس في الطعام (غداء أو عشاء)، في العديد من المناسبات، وبدعوة يتبادلها الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ ومن المألوف أيضًا أن يتشارك بعض الناس في طعام الغداء أو العشاء، بدعوة البعض منهم البعض الآخر، إمّا شكرًا لهم على خدمة حصلت بواسطتهم، وإمّا طلبًا لخدمة يتوقّعون حصولها بمسعاهم؛ تفترض هذه المشاركة، على أنواعها، وجود أو، أقلّه، إنشاء علاقة قرابة أو صداقة أو مصلحة بين المتشاركين، يتوفّر فيها، لكلّ منهم، المكافأة المتبادلة.

 

 

 

 

 يدعونا يسوع هنا، وبشخص الذي كان قد دعاه لتناول الطعام في بيته، إلى نوع جديد من المشاركة في تناول الطعام، متميّز عن أنواع المشاركة المذكورة أعلاه، من جهة الأشخاص المدعوّين وأوضاعهم، ومن جهة المكافأة المرجوّة؛ فقال يسوع للّذي دعاه: إذا صنعت وليمة (غداء أو عشاء)، فلا تدع لمشاركتك فيها من ذكرناهم أعلاه (أي أصدقاءك أو إخوتك أو أنسابك أو جيرانك الأغنياء...)، بل ادع المساكين والمقعدين والعرج والعميان...؛ لأنّك، إذا اخترت مدعوّيك من الفئة الأولى، تنال منهم المكافأة المتوازنة بالمبادلة؛ أمّا إذا اخترت مدعوّيك من الفئة الثانية، فلن تنال المكافأة منهم، لأنّ ليس لهم ما يكافئونك به، بل تنالها أضعافًا من اللّه، عند قيامة الأبرار.

 

 

 لاقت نصيحة الربّ يسوع هذه آذانًا صاغيةً لدى العديد من كبار المسؤولين (القدّيسين) والأغنياء في الكنيسة عبر تاريخها، ولدى العديد من الأديار والمراكز الرهبانيّة، وأخيرًا، وفي ما يختصّ بلبنان، في ما يسمّى "بمطاعم المحبّة".

 

 

 يبقى أن نشير إلى أنّ هذا النصح يدخل في إطار التعليم العامّ الوارد في لوقا ( 6/ 32-35).

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

 الآية ( 12)

 

 

يدعونا يسوع في هذه الآية، إلى السخاء تجاه الفقراء، وإلى دعوتهم لمشاركتنا في الطعام...؛ فلنبتعد إذًا عن القول القديم التالي. أُعطي الآخر اليوم لكي يعطيني غدًا.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

 

إذا صنعت وليمة (13)

 

 

يقدّم يسوع هنا، نصيحة تتنافى وعادات البشر، بقوله: ادعُ المساكين...؛ مَن ينبذهم المجتمع، ويمنع بعضهم من المشاركة حتّى في شعائر العبادة.

 

 

 

 في قيامة الأبرار (14)

 

أي البلوغ إلى الحياة الحقيقيّة؛ أمّا قيامة الأشرار ( راجع رسل 24/ 15)، فلا تعتبر قيامة، بل هي موت ثانٍ ( كما جاء في رؤ 2/ 11؛ 20/ 6، 14؛ 21/8).

 

 

 طوبى لمن يأكل خبزًا في الملكوت اللّه (15)

 

 

هي سعادة من يشارك في الوليمة المسيحانيّة ( لو 13/ 28).

 

 

 

الأب توما مهنّا