الجمعة السادسة من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم (متى 16 /5-12)

 

وعَبَرَ التَّلاميذُ إلى الشَّاطِئِ المُقابِل، وقَد نَسُوا أَن يَأخُذوا خُبْزًا.

 

فقالَ لَهم يسوع: "تبَصَّروا واحذَروا خَميرَ الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِّيين".

 

فقالوا في أَنفُسِهم: "ما أَخَذْنا خُبْزًا!"

 

فشَعَرَ يسوعُ بِأَمرِهم فقالَ لَهم: "يا قَليلي الإِيمان، لِماذا تَقولونَ في أَنفُسِكم إِنَّه ليسَ عِندكم خُبز؟

 

أَلم تُدرِكوا حتَّى الآن ؟ أَما تَذكُرونَ الأَرغِفَةَ الخَمسَةَ لِلخَمْسَةِ الآلافِ وكَم قُفَّةً رفَعتُم؟

 

والأَرغِفَةَ السَّبعَةَ لِلأَربعةِ الآلافِ وكَم سَلَّةً رَفَعتُم؟

 

كيفَ لا تُدرِكونَ أَنِّي لم أُكَلِّمْكم على الخُبْز؟ فَاحذَروا خَميرَ الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِّيين".

 

ففَهِموا عِندَئذٍ أَنَّه لم يأمُرْهم أَن يَحذَروا خَميرَ الخُبز، بل تَعليمَ الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقيِّين.

 

 

أولًا قراءتي للنًص

 

 

 يسوع يحذّر تلاميذه من "خمير" الفرّيسيين والصدوقيّين المعادين له، لكنّ كلامه التبس عليهم، ولم يفهموا ما يعنيه، فتساءلوا في ما بينهم، وظنّوا أنّه يكلّمهم عن الخبز، وقد نسوا أن يأخذوا معهم خبزًا لدى عبورهم إلى الضفّة الأخرى، فعلم يسوع بأمرهم، ولامهم على الاهتمام بالخبز، وبالتالي على قلّة إيمانهم، وعلى عدم تذكّرهم معجزتي تكثير الخبز، ثمّ أعلمهم بأنّ المقصود بكلمة "خمير" تعليم الفرّيسيين، الذي يفسد التوراة ويفقدها طعمها الأصليّ ، ويهدّد الشعب كلّه بالدمار.

 

ونحن كالتلاميذ، ننسى معجزات الّرب وقدّيسيه، ونتغاضى عن الكنيسة التي أسسّها، ويتواصل فيها وبها، وعمّا أعطت للعالم من غنىً في مجالي التراث والمفاهيم الذهنيّة، وننقاد لتعاليم جديدة وتيّارات فكرّية لم تمتحن بعد، ولن تكون كسابقاتها، على اتساع الإنسان ومقتضياته.

يتفرّد متّى بتشبيه التعليم بالخمير(16 /12) الخمير يخمّر العجين (13/13) وقد يفسده، يفسد طعمه (1 قور 5/6، غل 5/9)، وتعليم الفرّيسيين يفسد التوراة، ويفقدها طعمها الأصيل، فيهدّد الشعب كلّه بالدمار (15 /14).

 

 

ثانيًا  قراءة رعائية

 

لا يتوقف يسوع، في كلامه على الفرّيسيين والصدوقييّن، عند شخصهم وريائهم، كما في لوقا (12/1)، حيث الخمير هو الرياء، بل يتناول أيضًا وظيفتهم في تعليم الشعب وتوجيهه، أضف إلى ذلك أنّ "الخمير" المقصود هنا، هو الخمير الذي يحمل الفساد.

 

 

شرح عبارت وكلمات

 

الضفة الأخرى(5)

 

أي الجهة الشرقية من البحيرة، حيث العالم الوثني.

 

حينئذ فهموا (12)

 

وهكذا انتقل التلاميذ من "قلّة الإيمان"، ومن "اللا فهم "، إلى وضع جديد، فتذكّروا معجزتي تكثير الخبز، وخرجوا من عالم الطعام والشراب.

 

 

الأب توما مهنّا