الجمعة الخامسة عشرة من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم  (لو 17/ 31-37)

 

 

 31 قال الرّبّ يسوع: "في ذلك اليوم، من كان على السّطح وأمتعته في البيت، فلا ينزل ليأخذها. ومن كان في الحقل، فكذلك لا يرجع إلى الوراء.

 

32 تذكّروا امرأة لوط!

 

33 من يسعى لكي يحفظ نفسه يفقدها، ومن يفقد نفسه يحفظها حيّةً.

 

34 أقول لكم: في تلك اللّيلة، يكون اثنان على سريرٍ واحد، فيؤخذ الواحد ويترك الآخر.

 

35 واثنتان تطحنان معًا، فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى".

 

36...

 

37 فأجابوا وقالوا له: "إلى أين يا ربّ؟". فقال لهم: "حيث تكون الجثّة، فهناك تجتمع النّسور".

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 

 يشدّد لوقا بالتّكرار، على مجيء يوم ابن الإنسان (22، 24، 26، 30، 31، 34)؛ في ذلك اليوم، لن تكون فائدة من شيء (31: "من كان على السطح وأمتعته في البيت، فلا ينزل ليأخذها")، ولن تكون جدوى من تحرّك (31: "ومن كان في الحقل، فكذلك لا يرجع إلى الوراء")؛ بل فلْيبْقَ كلّ واحد في ذاته، حيث هو وكما هو؛ وليبق كلّ واحد مع ذاته حصرًا، أي من دون علاقة بغيره وبما يحدث (34، 35، 36)، وإلاّ تعرّض إلى فقد ذاته مع حدوث نقص جسيم ( 32: امرأة لوط)؛ هل هذا الشرح مفهوم؟ ومقبول؟ وهل من شرح آخر على مستوى الإنسان وقدراته المعرفيّة؟

 

 

 

الآية (33)

 

علينا أن نسعى لكي نحفظ نفسنا، حياتنا الزمنيّة هذه، وعلينا أن نرعاها بكلّ اهتمام، وأن نتعاون معًا لتأمين ذلك، ولجميعنا، لأنّها عطيّة ثمينة من الله؛ ولكن، نخطأ إذا ما سعينا لحفظ نفسنا لذاتها، لأنّها عابرة ومنتهية بالموت، ولسعينا ذاك، في هذه الحال،  المصير نفسه؛ لذلك، علينا أن نسعى لكي تنتقص نفسنا (وحياتنا الزمنيّة)، يومًا بعد يوم، وعلى طول العمر، وتتحوّل إلى الحياة الجديدة التي أعطيت لنا بالخلاص؛ هكذا تتوضّح الآية، ويصبح التعبير عنها كالتالي: من يسعى لكي يحفظ نفسه (الزمنيّة، الخاطئة، لذاتها) يفقدها بالموت؛ ومن يفقد نفسه تلك، محوّلاً إيّاها إلى النفس الجديدة المعطاة له بالخلاص، يحفظها حيّة.

 

 

 

 

 الآية (37)  "إلى أين يا ربّ؟".

 

 

  نقول إنّ "النسور" هم الناس في حالة انتقالهم من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى؛ وإنّ "الجثّة" هي القوّة التي جذبتهم وتجذبهم إلى أن يجتمعوا حولها؛ فالجثّة الجاذبة، بالنسبة إلى المختارين، هي ابن الإنسان الذي اجتذبهم إليه في حياتهم الزمنيّة: وكما كان محطّة رحلاتهم على هذه الأرض، فإنّه يبقى وبالأحرى، محطّة رحلتهم الأبديّة؛ أمّا الجثّة الجاذبة، بالنسبة إلى الأشرار والأثمة، فهي "ابن الهلاك" (2 تس 2/3)، الذي اجتذبهم إليه في حياتهم الزمنيّة: وكما كان محطّة رحلاتهم على هذه الأرض، فأنّه يبقى، وبالأحرى، محطّة رحلتهم الأبديّة.

 

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

الآيتان (31-32)

 

لا مهرب من هذا اليوم، يوم ابن الإنسان (إر 4/6؛ 6/1)؛ تطلعّت امرأة لوط إلى الوراء ( تك 19/ 26)، فتحوّلت إلى نصب ملح، أي صارت في الموت.

 

 

الآية (34)

 

هناك نهاية أولى للإنسان في الموت؛ يكون اثنان...، يموت الواحد، ويبقى الثاني؛ الواحد يدخل في الملكوت، والآخر يدان.

 

 

الآية ( 37)

 

راجع (آش 18/ 6؛ 34/ 15-16): هذا يعني أنّ لا أحد يفلت من الدينونة ( راجع متّى 24/ 28).

 

 

الأب توما مهنّا