الجمعة الثانية عشرة من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم ( لو 13/ 18- 21)

 

 

18 قال الرّبّ يسوع : "ماذا يشبه ملكوت اللّه؟ وبماذا أشبّهه؟

 

19 إنّه يشبه حبّة خردل أخذها رجلٌ وألقاها في بستانه، فنمت وصارت شجرةً، وعشّشت طيور السّماء في أغصانها".

 

20 وقال أيضًا: "بماذا أشبّه ملكوت اللّه؟

 

21 إنّه يشبه خميرةً أخذتها امرأةٌ وخبّأتها في ثلاثة أكيالٍ من الدّقيق حتّى اختمر كلّه".

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 

يتوزّع نصّ إنجيل هذا اليوم، في الترجمة اللّيتورجيّة، على عنوانين، الأوّل "مثل حبّة الخردل" (18-19)، وله نصّ موازٍ في متّى (13/ 31-32)، وآخر في مرقس (4/ 30-32)؛ والثاني: "مثل الخميرة" (20-21)، وله نصّ موازٍ في متّى ( 13/33)؛ يرد، في متّى، الشرح التالي للمثلين: يبدو يسوع، في هذين المثلين، متفائلاً جدًّا في انتشار ملكوته ( بذاته)، وفي إيمان العالم كلّه به؛ ولكنّه لا يبدو مستعجلاً لتحقيقه، لأنّه ينتظر كلّ إنسان بمفرده وبكامل حرّيّته، حتّى ينمو ويختمر بالإنجيل، ويؤمن بهذا الملكوت.

 

 

 

 

 تناول يسوع، في تعليمه، موضوع ملكوت اللّه، فدعا سامعيه إلى تكوين تصوّر عنه بمثلي حبّة الخردل والخميرة؛ كما حبّة الخردل، الملقاة في بستان، تنبت وتنمو وتصير شجرة، هكذا ملكوت اللّه، فإنّه يبدأ صغيرًا وضيعًا، ثمّ يأخذ بالنموّ حتّى يصبح بحجم الكون كلّه، في حضارات العالم وثقافاته المتنوّعة؛ وكما الخميرة، المخبّأة في أكيال الدقيق تفعل على تخمير كلّ الدقيق في هذه الأكيال، كذلك ملكوت اللّه، فإنّه يبدأ صغيرًا، ولا يشعر به أحد، ثمّ يظهر قوّةً إلهيّة تخمّر الإنسانيّة بأسرها، من طريق العديد من المؤمنين ومن جميع الناس محوّلة إيّاهم إلى أبناء صالحين للكنيسة، وإلى قدّيسين يعيشون مسبقًا، ملكوت اللّه، منذ الآن وعلى الأرض.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

يدعونا يسوع إلى الثقة بمسيرة الملكوت، فهو يفعل فعله منذ الآن في قلب البشر، وفي العالم، وإن بدأ صغيرًا؛ فسوف يكون نموّه، في النهاية، عجيبًا؛ هذا ما لاحظه لوقا حين كتب إنجيله.

 

 

أخذ يسوع حبّة الخردل، وهي أصغر الحبوب، وجعل منها ومن نموّها مثلاً لانتشار الإنجيل وسط شعوب العالم؛ لا شيء يوقف هذا الانتشار، وقوّته التي تحوّل العالم، كفعل الخمير في العجين.

 

 

الأب توما مهنّا