الثلاثاء السابع من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم (لوقا 10/ 13-16)

 

 

قالَ الرَبُّ يَسوعُ : "أَلوَيلُ لَكِ، يا كُورَزِين! ٱلويلُ لَكِ، يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وَصَيْدا مَا جَرَى فِيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ وَجَلَسَتا في المِسْحِ وَالرَّمَاد.


ولكِنَّ صُورَ وَصَيْدا سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا في الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصيرِكُمَا.


وَأَنْتِ يَا كَفَرْناحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحِيمِ سَتَهْبِطِين!


مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي".

 

 

 

 

أولًا قراءتي للنصّ

 

 كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم هي مدن غنيّة على الشاطىء الشمالي من بحيرة طبرّية، لم يقبل أهلها سرّ بشارة يسوع، لأنّهم رأوه، هو وملكوته الجديد، غريبًا جدًّا، عن منطقهم ومطامحهم الدنيوية (تعليق متّى 11/21).

 

 

كلام في العهد القديم عن ويلات لحقت بمدن، منها سادوم، وصيدون وصور، بسبب ابتعاد شعوبها عن شريعة الرّب، واستسلامهم لأهوائهم...، هنا، وفي العهد الجديد، الويلات نفسها وأعظم منها، يوم الدين، للمدن التي تقبل الرسالة الجديدة والمرفقة بالآيات.

 

 

لدى الإنسان، إذن، القدرة على قبول كلمة الخلاص أو عدم قبولها. هذا وضعه الخاطىء! فإذا ما قبل الرسالة (وعمل بها)، أصبح حرًّا، وحصل على الخلاص، وإذا لم يقبل الرسالة ورفضها، فقد الحرّية، واستعبد للخطيئة وللشرّ.

 

 

وتبقى فكرة أخيرة في هذا النصّ. رسالة التلاميذ هي امتداد لرسالة يسوع، وموقف السامعين منهم هو موقفهم من يسوع نفسه، هذا الأمر مشجّع، يحمل التلاميذ، الذين أرسلوا، على تخطّي الصعوبات والعقبات مهما كانت، حتّى بذل الذات، لكي يأتي تتميمهم للرسالة كتتميم يسوع لها.

 

 

طاف يسوع في مدن الجليل، القائمة على شاطىء بحيرة طبريّة، يبشّر أهلها ويريهم آياته، وخصّ يسوع، من بينهم، خورزين وبيت صيدا وكفرناحوم، لكنهم لم يقبلوا شهاداته، ما تابوا ولا آمنوا، فأنذرهم يسوع بالحكم الصارم والهلاك.

 

 

بعض المعلومات عن هذه المدن(راجع شرح متى 11/21-23)

 

 خورزين

 

تقع على بعد 3 كيلومترات من كفرناحوم، شمالي بحيرة طبرية، وفق تحديد المؤرّخ أوسابيوس، لم يذكرها العهد القديم، وذكرها متّى (11/21)، ووردت ثلاث مرّات في التلمود، تدعى اليوم " خربة كرازة".

 

 

بيت صيدا

 

 

(مر 6 /31-44، يو 6 /1-15)، وشهدت بيوتها وشوارعها آيات ، تهدّمت وطمرتها وحول الأردنّ.

 

كفرناحوم

 

 

تقع على الشاطىء الشمالي من بحيرة طبرية، وعلى بعد 4 كيلومترات من غربي مصبّ الأردنّ فيها سكن يسوع مدّة طويلة، لدى بدء عمله التبشيريّ، وفيها أتى بأكثر آياته، وفي مجمعها علّم، تدعى اليوم "تل حوم".

 

 

ثانيًا قراءة رعائية

 

 

الآية (13)

 

يتحسّر يسوع على المدن التي لم تقبل تعاليمه، ولا تعليم تلاميذه، حتّى مدينة سدوم الخاطئة، والتي دمّرت بسبب خطاياها (تك 19 /24-28، يهو 7)، ستكون أفضل حالًا من هذه المدن. يعترف يسوع بأنّ كرازته وآياته في هذه المدن، لم تردّ أهلها إلى التوبة (راجع لو16/13)

 

 

الآية (14)

 

صور وصيدا مدينتان وثنيتان، لو شهدت هاتان المدينتان عجائب يسوع، وسمعتا كلامه، لجاءت توبتهما أفضل من توبة مدن الجليل.

 

 

الآية (16)

 

تقوم عظمة العمل الذي يقوم به المرسلون في جعل موقف السامعين منه، إيجابيا كان أو سلبيًّا، موقفًا  منهم، ومن يسوع، ومن أبيه السماوي، في الوقت عينه، تدّل على ذلك العبارات التالية: "من يسمع لكم يسمع لي"، "ومن يرفضكم يرفضني"، "ومن يرفضني يرفض الذي أرسلني ".

 

 

الأب توما مهّنا  

 

 

 

« قُمْ وٱنْتَصِبْ على رِجلَيْك !».