الثلاثاء السابع عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل  (يو 13/ 31-35)

 

 

 

31 لمّا خرج يهوذا من العلّيّة، قال يسوع: "الآن مُجِّدَ ابن الإنسان ومُجِّدَ الله فيه.

 

32 إن كان الله قد مُجِّدَ فيه، فالله سيمجّده في ذاته، وحالاً يمجّده.

 

33 يا أولادي، أنا معكم بعد زمنًا قليلاً. ستطلبونني، ولكن ما قلته لليهود أقوله لكم الآن: حيث أنا أمضي لا تقدرون أنتم أن تأتوا.

 

34 وصيّةً جديدةً أعطيكم، أن تحبّوا بعضكم بعضًا. أجل، أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم.

 

35 بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي، إن كان فيكم حبّ بعضكم لبعض".

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 

أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، العنوان التالي: "الوصيّة الجديدة": "وصيّةً جديدةً أعطيكم، أن تحبّوا بعضكم بعضًا. أجل، أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم"؛ إنّها وصيّة المحبّة الأخويّة، يتفرّد بها الإنجيليّ يوحنّا؛ مع هذا النصّ تبدأ آلام يسوع، وتبدأ خطبة الوداع التي هي أروع ما جاء في الكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد، والتي هي من أروع صفحات الأدب الدينيّ على الإطلاق؛ يرد هذا النصّ وشرحه في يوم أحد الأسبوع السابع والأخير من زمن القيامة.

 

 

 نعرف أنّ يسوع قد أحبّنا، وعاش محبّته لنا في حياته وفي موته وفي قيامته، فبلغ بها ملء الكمال؛ وهكذا تمجّد وتمجّد الله فيه، ومجّده الله في ذاته، إذ أعاده إلى مجده الأوّل، ومعه بشريّته.

 

 

 يدعونا يسوع إلى وعي محبّته لنا وفينا، وإلى عيش هذه المحبّة، معه بالتأكيد، ومع بعضنا البعض؛ وهذه الأخيرة هي المحبّة الأخويّة، أي المحبّة الممتدّة فيما بيننا، والمنطلقة من محبّته فينا؛ هذا المحبّة الأخويّة هي أصدق علامة وأوفى برهان على حضور محبّة الله فينا، وتجاوبنا مع هذه المحبّة ( راجع 1 يو 4/ 20): "إذ قال أحد: إنّي أحبّ الله، وهو يبغض أخاه، كان كاذبًا، لأنّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أنّ يحبّ الله وهو لا يراه".

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

هنا تبدأ الخطبة الأولى ( 13/ 13-14 )، التي فيها يفهم يسوع تلاميذه بأنّ المحبّة تعارض العنف المسيطر في العالم، وتدّل على أنّ الّذين يمارسونها هم حقًّا تلاميذ يسوع؛ نلاحظ الخطبة الثانية ( يو 15- 16)، والخطبة الثالثة ( يو 17).

 

 

 

مجّد وتمجّد ( 31-32): المجد هو في تجلّي الله: مجّد يسوع الآب، إذ جعل محبّته اللاّمتناهية للبشر تتجلّى بطاعته حتّى الموت وبألوهيّته؛ ومجّد الله يسوع، إذ أشرك بشريّته في مجده الأبديّ.

 

 

الوصيّة الجديدة هي وصيّة المحبّة التي:

 

 

 

- من متطلّباتها بذل الذات في سبيل مَن نحبّ؛

 

- لا حدود لها على مستوى القرابة والوطن والدّين؛

 

- هي شاملة، حتّى الأعداء؛

 

- مثالها محبّة المسيح لنا ( وليس محبّة البشر لبعضهم البعض، القائمة على التبادل)؛

 

- هي العلامة التي تدّل على التلميذ الحقيقيّ للمسيح.

 

 

 

الأب توما مهنّا