الثلاثاء الخامس من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم  (مر 6: 47-56)

 

47 ولمّا كَانَ المَسَاء، كانَتِ السَّفينَةُ في وَسَط البُحَيرَة، ويَسُوعُ وَحدَهُ على اليَابِسَة.

 

48 ورَأى التَلامِيذَ مَنهُوكِين مِنَ التَّجذيف، لأَنَّ الرِّيحَ كانت مُخالِفةً لَهُم، فجاءَ إِليهِم في آخِر اللَّيل ماشِيًا على البُحَيرَة وكانَ يُرِيدُ أن يَتَخطَّاهُم.

 

49 ولمَّا رَآهُ التَلَامِيذُ ماشِيًا على البُحَيرَة، ظَنُّوه شَبَحًا فصَرَخُوا،

 

50 لِأَنَّهم رَأَوهُ كُلُّهم واضطَرَبُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: "ثِقُوا! أَنَا هو، لا تَخَافُوا!".

 

51 وصَعِدَ إِلَيهم، إلى السَّفينَةَ، فسَكَنَتِ الرِّيح. ودَهِشوا في أنفُسِهِم غايَةَ الدَّهَش،

 

52 لِأَنَّهم لم يَفهَموا مُعجِزَةَ الأَرغِفَةِ، لقسَاوَةِ قُلُوبُهم.

 

53 ولمَّا عَبَرُوا جَاؤوا إلى أَرضِ جَنَّاشَر، وأَرسَوا هُنَاك.

 

54 وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفينة حتى عَرَفَه النَّاس حَالًا.

 

55 وطافوا تلكَ النَّاحِيَةَ كُلَّها، وبَدَأوا يَحمِلونَ مَن بِهِم سُوءٌ إِلى حَيثُ كَانُوا يَسمَعونَ أَنَّه مَوجُود.

 

56 وحَيثُمِا كانَ يَدخُلُ قُرًى أَوِ مُدُنًا أَوِ ضِيَاعًا، كانوا يَضَعونَ المَرْضى في السَّاحات، ويَتَوَسَّلونَ إليه أَن يَلمُسُوا ولَو طَرَفَ رِدائِه. و جميعُ الَّذينَ لَمَسُوهُ كانُوا يُشفَون.

 

 

أولًا قراءتي للنص 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم عنوانان، الأوّل "يسوع يمشي على المياه" (45-52)، لهذه الآيات نصّ موازٍ في يوحنّا (6: 16-21)؛ والثاني "يسوع يشفي كثيرين" (53-56)؛ لهذا النصّ، بعنوانَيه، نصّ موازٍ في متّى (14: 22-36)، حيث يتفرّد هذا الأخير بثلاثة: بذكر بطرس يمشي على المياه، مثل يسوع، وبأمر من يسوع؛ وبذكر الريح التي سكنت، عندما صعد يسوع وبطرس معًا إلى السفينة؛ وبذكر سجود التلاميذ ليسوع في السفينة، وإعلانهم عن إيمانهم به: "حقًّا انت ابنُ الله".

 

 

 عند المساء، كان يسوع وحده على اليابسة (يصلّي)، وكان التلاميذ في السفينة، وكانوا منهوكين من التجذيف لمضادّة الريح لهم؛ جاء يسوع إليهم، ماشيًا على البحيرة؛ رآه التلاميذ كلّهم، وظنّوه شبحًا، واضطربوا؛ فقال لهم يسوع: "ثقوا، أنا هو، لا تخافوا!"؛ وصعد إلى السفينة، فسكنت الريح؛ ثمّ جاؤوا إلى أرض جنّاشر، وأخذوا يجولون في قراها ومدنها؛ فعرفه الناس، وحملوا إليه كلّ من به سوء؛ وجميع الذين لمسوا، ولو طرف ردائه، شفوا.

 

 

التلاميذ الذين لم يفهموا معجزة الأرغفة، لقساوة قلوبهم، دهشوا في نفوسهم غاية الدهش من رؤيته ماشيًا على المياه، ومسكّنًا الريح.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 الآية (48)

 

في آخر الليل، أو قبل الفجر؛ حرفيًّا: في الهزيع الرابع، أي بين الساعة الثالثة والساعة السادسة صباحًا، جاء الربّ إليهم، ماشيًا على البحر، مسيطرًا عليه (أي 9: 8؛ 77: 20)؛ أراد أن يتجاوزهم، كما مجد الربّ أمام موسى (خر 33: 19، 22)، وإيليّا (1 مل 19: 11-13)، لكي يمشي أمامهم كالمعلّم أمام التلاميذ: الكنيسة تسير وراء معلّمها.

 

 الآيتان (49-50)

 

ما أن رأى التلاميذ يسوع ماشيًا على البحر، حتى ارتعبوا؛ فطمأنهم يسوع: "أنا هو!" هي كلمة وحيٍ إلهيّ (خر 3: 14؛ تث 32: 39)، طبّقها يسوع على نفسه (يو 8: 24، 28، 58)؛ أمّا مرقس، فرأى فيها تجلّيَ كيانِ يسوع الذي هو الله؛ لهذا قال: "لا تخافوا!" الثقة هي نتيجة حضور يسوع وسط الأخطار التي يمثّلها البحر.

 

 الآية (52)

 

ربط مرقس بين معجزتَين تدلّان على وحي يتجاوز التلاميذ (8: 17- 21): ففي يسوع تظهر قدرة الله، حين يطعم شعبه، وحين يسيطر على البحر؛ فشأنهم شأن الفرّيسيّين في قساوة قلوبهم (راجع 3: 5؛ 4: 13)، إذْ لم يكونوا مستعدّين، فما استطاعوا أن يفهموا أعمال الله.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

أرض جنّاشر (53)

 

سهل خصب، يقع جنوبّي غربيّ كفرناحوم.

 

يحملون من بهم سوء (55)

 

نحن أمام لوحة عن أشفية يسوع وإعجاب الجموع؛ قارِنْ مع (مر 1: 32-34؛ 3: 7-12).

 

 

 طرف ردائه (56)

 

ما يدلّ على أنّ يسوع كان يلبس الثياب اليهوديّة، ويمارس ما يمارسه كلّ يهوديّ.

 

 

الأبّ توما مهنّا