الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (لو 13/ 1-5)

 

 

 

1 في ذلك الوقت، حضر أناس وأخبروه بأمر الجليليّين، الّذين مزج بيلاطس دمهم بدم ذبائحهم.

 

2 فأجاب يسوع وقال لهم: "هل تظنّون أنّ هؤلاء الجليليّين كانوا خطأة أكثر من جميع الجليليّين، لأنّهم نكبوا بذلك؟

 

3 أقول لكم: لا! ولكن إن لم تتوبوا تهلكوا جميعكم مثلهم!

 

4 وأولئك الثّمانية عشر، الّذين سقط عليهم البرج في شيلوح، وقتلهم، أتظنّون أنّهم كانوا مذنبين أكثر من جميع السّاكنين في أورشلم؟

 

5 أقول لكم: لا! لكن إن لم تتوبوا تهلكوا جميعكم كذلك!".

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 

 يتفرّد لوقا بذكر هذين الحدثين دون باقي الإنجيليّين، ودون جميع المؤرّخين؛ ويهدف من ذلك، على ما يظهر، التشديد على الإيمان والتوبة.

 

 

يفيدنا هذا النصّ أنّه لدى اليهود اعتقاد بأنّ الجليليّين، الّذين أمر بيلاطس بقتلهم في هيكل أورشليم، كانوا أكثر خطأً من باقي الجليليّين العائشين في أيّامهم، وبأنّ الرجال الثمانية عشر الأورشليميّين، الّذين سقط عليهم برج شيلوح وقتلهم، كانوا أكثر خطأً من أهل أورشليم معاصريهم؛ وقد يكون لهذا الاعتقاد صدى ما في قناعات بعض الناس حتّى اليوم.

 

 

 

 أمّا يسوع فيقول، في هذين المجالين، إنّ هؤلاء وأولئك لم يكونوا أكثر خطًأ من معاصريهم؛ وهذا يعني أنّهم، هم ومعاصروهم وجميع الناس خطأة، وبالتالي هالكون؛ فلا خلاص لأيّ من الهلاك "الأبديّ" إلاّ بالتوبة التي تستدعي الإيمان به، هو المخلّص الوحيد، وتتمّ به: "لذلك قلت لكم: ستموتون في خطاياكم؛ أجل، إن لم تؤمنوا أنّي أنا هو، تموتوا في خطاياكم" (يو 8/ 24).

 

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

لا مرجع، إلاّ هنا، لخبر الجليليّين الّذين قتلهم بيلاطس في الهيكل، وهم يقدّمون الذبيحة فيه، ويخالفون شرائع روما، كما ولخبر سقوط برج (سلوم) الذي بني في جنوب أورشليم.

 

 

 

كان لدى اليهود تعليم قاسٍ يربط بين خطيئة اقترفناها وبين حادث ضرر حصل لنا في حياتنا (راجع يو 9/ 1-2؛ أي 4/7؛ 22/5).

 

 

 

رفض يسوع هذا التعليم، وقال إنّ جميع الناس هم، في الأصل، خطأة، وإنّ ما من أحد بارّ، لا أحد (مز 14/1؛ رو 3/10)؛ لذلك، دعا ويدعو الجميع إلى التوبة.

 

 

الأب توما مهنّا