الثلاثاء الأول من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم  (يو 4/ 21-24)

 

 

21 قالَ يسوعُ للمرأةِ السامريّة: "صدِّقيني، يا امرأة. تأتي ساعةٌ، فيها تسجُدونَ للآب، لا في هذا الجبل، ولا في أُورشليم.

 

22 أنتم تسجدونَ لما لا تعلمون، ونحنُ نسجدُ لما نعلم، لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود.

 

23 ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، فيها السّاجدونَ الحقيقيّونَ يسجدونَ للآب بالرّوحِ والحقّ. فعلى مثالِ هؤلاء يريد الآبُ السَّاجدين لهُ.

 

24 اللهُ روح، وعلى السَّاجدينَ له أن يسجدوا بالرّوحِ والحقّ".

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 في إطار الحوار بين يسوع والسامريّة (ومن خلالها الشعب السامريّ)، يتبيّن لنا أنّ ما يجعل العبادةَ عبادةً حقيقيّة، هو لا المكان ولا جبل السامرّيين ولا أورشليم، بل هو الله الآب الذي إليه وحده يجب أن نتّجه، ولأنّ له وحده يجب السجود، وبه وحده تليق العبادة.

 

يركّز يسوع قوله هذا على كون السامريّين لا يعلمون لمن يسجدون، لأنّهم ليسوا من اليهود الذين منهم الخلاص؛ أمّا يسوع و"نحن" المؤمنين به، فنعلم لمن نسجد: إنّنا نسجد للّه الآب، بالروح (بالإنسان الجديد فينا)، والحقّ (الذي ظهر لنا بيسوع المسيح وتعاليمه...).

 

 وبكلام آخر مختصر، نقول إنّ الروح هو مبدأ الحياة الجديدة، العبادة الحقّة، التي تتمّ بقوّة الروح القدس، وتتّجه إلى الآب، الذي كشف لنا يسوعُ عنه؛ بالروح وحده نعرف الله، فنعبده عبادة حقّة؛ وكلّ عبادة للّه، وإن في هيكل أورشليم، تصبح دون جدوى، إذا لم ترتكز على الحقّ، الذي ظهر في يسوع المسيح.

 

 

 

ثانيًا "قراة رعائيّة"

 

 

 لا في هذا الجبل (21)

 

الجبل المقصود في هذه الآية، هو جبل جرزّيم الذي يشرف على شكيم؛ هناك يذبح السامريّون، حتّى اليوم، حمل الفصح، بعد أن بنى فيه إبراهيم (تك 12/7)، ويعقوب (تك 33/20) مذبحًا؛ أراد السامريّون أن يكون جبل جرزّيم مزاحمًا ببركته (تث 11/29؛ 27/12) لجبل صهيون في أورشليم.

 

 

 

 الآية (22)

 

عطيّة الروح تعرّفنا بالله كأبٍ فعنده: تلك هي العبادة الحقّة التي تميّز الأزمنة الإسكاتولوجيّة؛ هذه العبادة الحقّة بدأت، منذ الآن، فتجاوزت عبادة هيكل أورشليم، وبالتالي، معبد جرزّيم (رسل 7/47 - 48).

 

 

3- بالرّوح والحقّ (24)

 

العبادة الحقّة تتماشى مع طبيعة الله: هو روح، غير مرتبط بمكان وزمان، يجب إذن، أن تكون عبادته بالروح...

 

الأب توما مهنّا