الثلاثاء الأول بعد عيد ارتفاع الصليب «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم ( مر 9/ 33-37)

 

 

33 وصل يسوع  وتلاميذه إلى كفرناحوم، ولمّا دخل البيت سألهم: "بم كنتم تتجادلون في الطّريق؟".

 

34 فظلّوا صامتين، لأنّهم تجادلوا في الطّريق في من هو الأعظم.

 

35 فجلس يسوع، ودعا الاثني عشر، وقال لهم: "إن أراد أحدٌ أن يكون الأوّل، فليكن آخر الجميع وخادم الجميع".

 

36 ثمّ أخذ طفلاً، وأقامه في وسطهم، وضمّه بذراعيه، وقال لهم:

 

37 من قبل باسمي واحدًا من أمثال هؤلاء الأطفال، فهو يقبلني. ومن يقبلني فلا يقبلني أنا بل الّذي أرسلني".

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 

أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة اللّيتورجية"، العنوان التالي: "من هو الأعظم؟"؛ له نصّ موازٍ في متّى ( 18/ 1-5)، وآخر في لوقا ( 9/ 46-48)؛ يرد نصّ متّى، مع شرحه، في زمن العنصرة، الأسبوع الرابع، الاثنين، وفي زمن التذكارات، أسبوع الكهنة، الثلاثاء.

 

 

 

 نتوقّف عند كلٍّ من هذه النصوص بهدف المزيد من الفهم للمقارنة.

 

 

في متّى، يسأل التلاميذ عمّن هو الأعظم في ملكوت السماوات؛ فيجيبهم يسوع بصورة جذريّة، تربويّة، ويطلب منهم، بعد أن دعا طفلاً وأقامه في وسطهم، أن يعودوا ويصيروا أطفالاً، أن يواضعوا أنفسهم مثل هذا الطفل، ليتمكّنوا من دخول ملكوته؛ أمّا في يوحنّا (3/3)، فيجيب يسوع نيقوديمس بصورة أكثر جذريّة، كيانيّة، إذ يطلب منه أن يولد من جديد لدخول ملكوت الله.

 

 

وفي لوقا، داخل التلاميذ تساؤلٌ عمّن هو أعظمهم؟ فعلم يسوع بما يفكّرون في قلوبهم، وأجابهم بدعوة طفل إلى جانبه، وبقوله لهم: مَن يقبل مثل هذا الطفل باسمي فهو يقبلني، ويقبل بالتالي، مَن أرسلني، ويصبح هكذا عظيمًا؛ وكذلك، مَن يصبح "الأصغر" كالطفل فيهم، يكون هو أعظمهم!

 

 

 يفيدنا مرقس هنا، أنّ التلاميذ، وهم في طريقهم مع يسوع إلى كفرناحوم، تجادلوا معًا، أي تبادلوا الكلام وتحاوروا، ولكن من دون نتيجة، في مَن هو الأعظم في ما بينهم؟ ولما وصلوا ودخلوا البيت، بادرهم يسوع بالسؤال: "بم كنتم تتجادلون في الطريق؟ فظلّوا صامتين! عندئذ دعاهم يسوع وأجلسهم حوله، وعلّمهم أوّلاً، أنّ أيًّا منهم يمكنه أن يريد أن يكون الأوّل فيهم وأعظمهم، ولكنّه لا يصير الأوّل أو الأعظم، إلا بقدر ما يصير آخر جميعهم، وخادم جميعهم؛ ثمّ دعا يسوع طفلاً، وأقامه في وسطهم، وضمّه بذارعيه، وعلّمهم، ثانيًا، أنّ من يقبل مثل هذا الطفل باسمي، في مسيرة هذه الحياة، فهو يقبلني، ويقبل من أرسلني، ويصبح هكذا حقًّا الأعظم والأوّل في ما بينهم.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

 الآية (33)

 

 

دخل يسوع بيت بطرس؛ صار البيت، في زمن الكنيسة الأولى، الموضع الذي فيه تجتمع الجماعة، مقابل المجمع لدى اليهود ( راجع مر 1/ 29).

 

 

 

 الآية (34)

 

 

لعبت مسألة التراتبيّة دورًا هامًّا في حياة المجموعات اليهوديّة؛ لكن، لا مكان لها في نهج يسوع ( راجع مر 9/ 38؛ 10/ 42-45)؛ وهذا ما دلّ على أنّ التلاميذ لم يكونوا فهموا بعد تعليم يسوع؛ فأعطاهم يسوع مثالاً في الطفل الذي لا يطمح إلى السلطة ولا إلى النفوذ؛ وجاءت أوّل وصيّة من وصايا الملكوت الجديد الخدمة الأخوية واتّخاذ المركز الأخير.

 

 

الآية (35)

 

 

جلس يسوع، كما كان يجلس أو يفعل المعلّمون اليهود حين يلقون تعليمهم ( راجع متّى 5/ 1؛ مر 4/ 1؛ لو 4/ 20؛ 5/ 3؛ يو 8/ 2).

 

 

 

الأب توما مهنّا