الإثنين السادس من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم  (متّى 15/ 1 ـ 9)

 

 

1 حينئذ دنا إلى يسوع  فرّسيّون وكتبة من أورشليم وقالوا له:

 

2 "لماذا يخالف تلاميذك تقليد الشّيوخ، فلا يغسلون أيديهم عندما يتناولون طعامًا؟"

 

3 فأجاب وقال لهم: "وأنتم ، لماذا تخالفون وصيّة الله من أجل تقليدكم؟ 

 

4 فالله قال: أكرم أباك وأمّك، ومن يلعن أباه أو أمّه فليقتل قتلاً.

 

5 أمّا انتم فتقولون: إنّ من قال لأبيه أو أمّه: ما يمكنني أن أساعدك به قدّمته قربانًا للهيكل،

 

6 لا يعود ملزمًا بإكرام أبيه أو أمّه. فمن أجل تقليدكم أبطلتم كلمة الله!

 

7 يا مراؤون، حسنًا تنبّأ عليكم آشعيا قائلاً:

 

8 هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أمّا قلبه فبعيد جدًّا عنّي.

 

9 وباطلاً يعبدونني، وهم يعلّمون تعاليم ليست إلاّ وصايا بشرّ".

 

 

 

أولاً  قراءتي للنصّ

 

 

 يتوجّه فرّيسيّون وكتبة من أورشليم، إلى يسوع بسؤال استفهام عن مخالفة تلاميذه لتقليد الشيوخ: لماذا لا يغسلون أيديهم عندما يتناولون طعامًا؟ يجيبهم يسوع بسؤال استفهام عن مخالفتهم لوصيّة الله بممارسة تقليد، إذ يجيزون لمن يقدّم قربانًا للهيكل (وهذا تقليد)، بأن يُعفى من إكرام والديه بمساعدتهم ماليًا عند حاجتهم (وهذه وصيّة الله)؛ ويختم يسوع كلامه مستشهدًا بقول النبيّ آشعيا، فيه يميّز عبادة الله الحقيقيّة من التي تتمّ بالشفتين، ويصف عبادة المدافعين عن التقليد بالباطلة، لأنّها قائمة على تعاليم، وهذه ليست إلاّ وصايا بشر.

 

 

 

 هكذا، يواجه يسوع ملاحظة الفريسيّين على مخالفة شكليّة لتلاميذه، ببرهان هو، في صيغته، من أقوى البراهين، البرهان الذي ينطلق ممّا يعتقده الخصم، ويكتشف فيه تناقضًا؛ إذا كان تلاميذه يخالفون تقليدًا، فبعض تقاليدهم تخالف وصيّة الله، ويعطيهم المثل أعلاه.

 

 

 ويعطي يسوع، إنطلاقًا من آشعيا، قاعدة العبادة الحقيقيّة والصحيحة: إكرام الله بالشفاه، دون القلب، إكرام باطل؛ الإكرام الصحيح لله إنّما هو بالقلب، مع اللّسان أو بدونه.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 هنا سؤال مطروح، وقد طُرح على كنيسة متّى: ماذا يبقى من تعليم الكتبة والفرّيسيّين في الجماعة الجديدة؟ يجمع متّى الكتبة (أو معلّمي الشريعة) والفرّيسيّين معًا في مقاومتهم ليسوع (5/ 20 ؛ 12/ 38  23/ 2ـ7)، كما يجمع الكتبة رؤساء الشعب أو عظماء الكهنة (16/ 21 ؛ 21/ 15) في المشروع نفسه؛ نشير إلى أنّ الكتبة انتموا بمعظمهم إلى حزب الفرّيسيين، لا سيّما بعد سقوط الهيكل سنة 70 مسيحيّة.

 

 

 

 شرح عبارات وكلمات 

 

 

 تقليد الشيوخ (2)

 

 هي تفاسير المعلّمين، كما انتقلت بشكل شفهيّ قبل أن تدوّن في المشناه والتلمود.

 

 

 لا يغسلون أيديهم ...(2)

 

 هي عادة عباديّة في العالم اليهوديّ (خر 30/ 18ـ21؛ تث 21/ 6)؛ أخذ بها في الأصل وبخاصّة خدم الهيكل، ثمّ امتدّت، في زمن يسوع، إلى المؤمنين قبل الطعام وبعده في التقوى الفرّيسيّة.

 

 

 قدّمته قربانًا للهيكل (5)

 

 تقدمة مقدّسة (خر20/ 28)،هي ممارسة بها يكرّس المؤمن لله خيرات، كان بإمكانه أن يسعف بها والديه لدى الحاجة، ومع تقدّم العمر؛ ولكن هذه الطريقة هي كاذبة، لأنّها تعفي الإنسان من مساعدة والديه من أجلِ أنانيّته إذ هو يستطيع أن يستفيد من هذه الخيرات ما دام حيًّا، ويحرم والديه من الإستفادة من الخيرات نفسها، وهكذا تضيع الوصيّة الرابعة: أكرم أباك وأمّك (خر20/ 12 ؛ 21/ 17 ؛ لا 20/ 9 ؛ تث 5/ 16).

 

 

 يا مراؤون (7)

 

 أي، يا أشرار وفاسدون وجاءت نبوءة آشعيا (29/ 13) حول القلب والشفاه، "يقولون ولا يعملون".

 

 

 

الأب توما مهنّا