الإثنين السادس عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم  ( لو 18/ 10-17)

 

 

15 قدّموا إلى يسوع أطفالاً ليلمسهم. فلمّا رآهم التّلاميذ انتهروهم.

 

16 أمّا يسوع فدعا الأطفال إليه وقال: "دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت الله.

 

17 الحقّ أقول لكم: مَن لا يقبل ملكوت الله مثل طفلٍ فلن يدخله".

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 

أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، العنوان التالي "يسوع والأطفال"؛ له نصّ موازٍ في متّى ( 19/ 13-15)، وآخر في مرقس ( 10/ 13-16).

 

 

 قدّم بعضهم أطفالاً إلى يسوع "ليلمسهم"، "لكي يضع يديه عليهم ويصلّي" (متّى 19/ 13)؛ وهذا، ما لا يزال يفعله كثير من الأهل عند التقائهم باحد خدّام المذبح أو المكرّسين للرّبّ، وبخاصّة الأساقفة؛ لكنّ التلاميذ الّذين كانوا يحيطون بيسوع ويعتبرونه "الكبير" بينهم، ما رأوا في اقتراب الأطفال "الصغار" منه أمرًا جائزًا؛ لذلك انتهروهم، ومقدّميهم، لئلاّ يقتربوا منه! فما كان موقف يسوع؟

 

 

  ما أن رأى يسوع ذلك، حتّى "غضب" (مر 10/ 14)، وأبدى رغبة في استقبال الأطفال؛ فأمر الجميع قائلاً: "دعوا الأطفال يأتون إليّ، ولا تمنعوهم"؛ ذلك، لأنّ لهم ولمثلهم، ملكوت الله؛ وأضاف موضحًا ومعمّمًا: مَن لا يقبل ملكوت الله "مثل طفل"، أي ببساطة، بثقة، ومن دون تعنّت، فلن يدخله؛ ثمّ ضمّهم بذراعيه، ووضع يديه عليهم، وباركهم" (مر 10/ 16).

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

تستعيد هذه الآيات أقوال يسوع ( في 9/ 6-48)، ولكن في سياق مختلف.

 

 

  الآية (17)

 

الملكوت نعمة مجّانيّة؛ ونحن نقبله ببساطة الأطفال، الّذين هم منفتحون على الكبار، على آبائهم، فيقبلون عطاياهم، ويعجبون بها، ويشكرونهم عليها؛ فالملكوت يعطى كهديّة، فلا يجوز أن نحسبه نتيجة الجهد البشريّ؛ إنّه لأناس ينتظرون كلّ شيء من الآب السماويّ، كما الأطفال من آبائهم.

 

 

نشير إلى أنّ مرقس يتفرّد، في النصّ الموازي ( 10/ 13-16)، بالإشارة إلى البركة التي تعني عطيّة الملكوت، وهي عطيّة مجّانيّة يقدّمها الأب  لابنه.

 

 

الأب توما مهنّا