الإثنين السابع من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم ( لو 10 /8-12)

 

 

 

قال الربّ يسوع "وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم.

 

واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله.

 

وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم ولَم يَقبَلوكم فاخرُجوا إِلى ساحاتِها وقولوا:

 

حتَّى الغُبارُ العالِقُ بِأَقدامِنا مِن مَدينَتِكم نَنفُضُه لَكم. ولكِنِ اعلَموا بِأَنَّ مَلكوتَ اللهِ قدِ اقتَرَب.

 

أَقولُ لَكم: إِنَّ سَدومَ سَيَكونُ مصيرُها في ذلكَ اليَومِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِ تِلكَ المَدينَة."

 

أولًا قراءتي للنصّ

 

 

واصل يسوع توصياته لتلاميذه الاثنين والسبعين، فطلب منهم، إذا ما دخلوا مدينةً وأحسن أهلها استقبالهم ، أن "كلوا ممّا يُقدّم لكم"(8) ، دون الأخذ بوصيّة تمييز المحرّم من المباح، واشفوا مرضاهم، وبشّروهم بأن قد اقترب ملكوت الله.

 

 

وطلب يسوع من تلاميذه، إذا ما دخلوا مدينة، ولم يحسن أهلها استقبالهم، أن يتركوا تلك المدينة وأهلها وما فيها، وحتّى الغبار العالق بأرجلهم من أرضها، وأن ينذروهم بأن قد اقترب ملكوت الله، وبأنّ مصير سدوم في يوم الدينونة سيكون أخفّ وطأة من مصير هذه المدينة وأهلها.

 

 

 نرى أنّ لكلّ من المدينتين، أو لسكّانهما، الحرّية في قبول الرسالة وفي رفضها، ونرى أنّ المدينة الرافضة للرسالة هي في انتظار دينونة قاسية، إذن، حرّية الإنسان هي في أهليّته لقبول هذه الرسالة، في قبوله  لها بالفعل، وفي التصرّف بموجب ذلك، أمّا إذا رفض الإنسان هذه الرسالة، فمصدر رفضه ليس في حرّيته، بل في قوى الشرّ الكامنة فيه، لذلك، فإنّه يتعرّض في هذه الحال، للدينونة.

 

 

الآية (8)

 

ترد العبارة "فكلوا ممّا يُقدَّم لكم"(هنا وفي 1 قور 10/17)، وكأنّ لوقا يسمح لرسل الوثنية بما سمح به بولس، أي بأكل اللحوم المقدّمة للأوثان.

 

الآية (9)

 

ترد العبارة " لقد اقترب منكم ملكوت الله" ثلاث مرّات في متّى، على لسان يوحنّا المعمدان(3/2)، ولسان يسوع (4/17)، ولسان الاثني عشر (10/7)، وترد  مرّة واحدة في مرقس (1/15)، أمّا لوقا، فإنّه يستعملها هنا ، في خطبة يسوع إلى تلاميذه الاثنين والسبعين، دون الاثني عشر، وقد يكون ذلك، لأنّه يكتب بعد أن ذاع الإنجيل في العالم الوثنيّ.

 

الآية (11)

 

في نظر اليهودي ، كلّ غبار غير غبار الأرض المقدّسة دنَس، ويجب بالتالي، نفضه عن القدمين، وكلّ مدينة لا تقبل بشارة التلاميذ دَنِسًة  في نظر لوقا، ومصيرها أشدّ وطأة من مصير سدوم يوم الدين.

 

ثانيًا قراءة رعائية

  1. شرح العبارة "ملكوت الله"(9)

ترد هذه العبارة في لوقا 35 مرّة، معانيها متعدّدة: ملك الله الأبدي، أو حضور الملكوت في شخص يسوع، أو اقتراب الملكوت في شكل روحيّ، أو ملكوت الله الآتي، هذا الملكوت هو موضوع كرازة يسوع(8/1، 9/11،16/16)، وتلاميذه (9/2-60 ) (رسل 1/3)،(راجع لو 5/43).

 

وترد العبارة "ملكوت السماوات"، في متّى 33 مرّة، والعبارة "ملكوت الله"، 4 مرّات (12/28،19/24،21/31)، هذا الملكوت هو واقع حاضر، وهو رجاء، مقبل، إنّه حاضر منذ الآن في شخص يسوع  ويصل بيسوع إلى الكنيسة، ويصل بالكنيسة إلى العالم، إنّه سماويّ في الأصل، وقد حمله إلى العالم ذاك الذي هو في السماوات وأتى إلى الأرض ليدّل على محبّة الله للإنسان، إنّه ليس "موضعًا" ندخل فيه، بل هو حالة نعيشها(راجع شرح متّى 3/2).

 

 

 

شرح ننفض الغبارالعالق بأرجلنا (11)

 

هذا يعني أنّهم لا يريدون أن يأخذوا معهم  شيئًا من هذه المدينة التي لم تكن أهلًا لتقبّل البشارة،" قُطِعًت" العلاقة مع هذه المدينة، وحلّ "الحُرْم" بها، وبما أنّها لم تسمع، فستكون دينونتها عسيرة، وسيكون عقابها كبيرًا(راجع شرح متّى 10/14).       

 

 

 

                                   الأب توما مهّنا