الإثنين الرابع من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (متّى 18 /1ـ 5)

 

 

1 وفي تِلكَ السَّاعَة دَنا التَّلاميذُ إِلى يسوعَ وسأَلوه: "مَن تُراهُ الأَكبَرَ في مَلكوتِ السَّمَوات؟"

 

2 فدَعا طِفلاً فَأَقامَه بَينَهم

 

3 وقال: "الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات.

 

4 فمَن وضَعَ نفسَه وصارَ مِثلَ هذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات.

 

5 ومَن قَبِلَ طِفْلاً مِثلَه إِكْرامًا لاسمي، فقَد قَبِلَني أَنا.

 

 

 

أولاً قراءتي للنصّ

 

 

 في الفصل 18 من متّى، يوصي يسوع تلاميذه والمؤمنين به، بما يجب أنّ يقوموا به من أعمال، وأن يتّصفوا به من فضائل؛ لذلك دعي هذا الفصل "عظة الكنيسة".

 

 

 على سؤال التلاميذ عمّن هو الأعظم في الملكوت الجديد، يجيب يسوع بدعوة طفل وإقامته في وسطهم والقول لهم، بصورة جذريّة، إنّ من يعود منهم ويصير مثل هذا الطفل (البراءة، أم البساطة، أم عدم الإزدواجيّة؟)، يتمكّن من دخول الملكوت(3)، وإنّ من يواضع نفسه مثل هذا الطفل هو الأعظم في الملكوت (4)؛ تجدر الإشارة هنا إلى أنّ يسوع، في جوابه على نيقوديموس (يو 3/3)، قد فرض، بصورة أكثر جذريّة، الولادة الجديدة بالمعموديّة، كشرط لا بدّ منه لدخول الملكوت.

 

 

 ونلحظ أخيرًا بأنّ يسوع يساوي، في الآية 5، قبول طفل واحد باسمه بقبوله هو بالذات؛ فعلى الراغب منّا إذن، في لقاء يسوع وقبوله والإرتياح إلى حضوره أن يلبّي رغبته هذه وينفّذها بقبول طفل واحد، أي شخص يتحلّى بالطفولة، أو تلميذ له وحامل رسالته (راجع لو 10/ 16).

 

 

 

 

ثانيًا شرح عبارات وكلمات

 

 

 دنا التلاميذ (1) 

 

هم أوسع من جماعة الرسل، هم أعضاء الجماعة التي تقرأ إنجيل متّى .

 

 فتصيروا مثل الأطفال (3ـ4) 

 

على التلاميذ أن يبدّلوا نظرتهم إلى العظمة؛ لا يصيرون أطفالًا بعقولهم ( 1قور13/ 11)، بل بالتواضع والحكمة.

 

 الآية (2)  

 

 

يمثّل الطفل هنا، لا مثال البراءة والطهر والكمال الخلقيّ، ولا مثال الضعف؛ بل يمثّل الإنسان الذي لا يستطيع أن يتّكل على نفسه، فيستند إلى والديه: لا طموحات له، ولا نظرات بعيدة في المستقبل، بل إستسلام تام.

 

الأب توما مهنّا