الإثنين الخامس من زمن العنصرة «الإنجيل

 

إنجيل اليوم  (متّى 10 /8ـ 15)

 

8 قال الرّبّ يسوع:"اشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهّروا البرص، واطردوا الشياطين. مجّانًا أخذتم، مجّانا أعطوا.

 

9 لا تقتنوا ذهبًا، ولا فضّة، ولا نحاسًا في أكياسكم،

 

10 ولا زادًا للطريق، ولا ثوبين،  ولا حذاء، ولا عصًا، لأنّ الفاعل يستحق طعامه.

 

11 وأي مدينة أو قرية دخلتموها، اسألوا فيها عمّن هو أهل لاستقبالكم، وأقيموا هناك إلى أن ترحلوا.

 

12 وحين تدخلون البيت، سلّموا عليه .

 

13 فإن كان أهل البيت أهلاً، فيحلّ سلامكم عليه. وإن لم يكن أهلاً، فليعد سلامكم إليكم.

 

14 ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم، فأخرجوا من ذلك البيت أو من تلك المدينة، وانفضوا غبار أرجلكم.

 

15 الحق أقول لكم: إنّ أرض سدوم وعمورة سيكون مصيرها، في يوم الدّين، أخفّ وطأة من مصير تلك المدينة".

 

 

أولاً  قراءتي للنصّ

 

 

لقد دعا يسوع رسلاً بسطاء ، صيّادي سمك، وعشّارين وغيرهم، ليسلّمهم مصير رسالة الخلاص للناس أجمعين؛ إنّها المغامرة الكبرى والأعجوبة الأساس في انطلاقه الكنيسة؛ الروح القدس، هو الّذي سيضمن نجاحهم، فهو سندهم لكي يتخطّوا حدودهم وسذاجتهم وضعفهم من جهة، ولكي يجابهوا من جهة أخرى، عدائية العالم اليهوديّ والوثنيّ، بمؤسساته الدينيّة والمدنيّة، هو سند لهم وللمؤمنين على يدهم، طوال الأجيال الثلاثة الأولى للكنيسة.

  

 لقد سلّم ربّنا يسوع رسالة الخلاص للرّسل، وأعطاهم سلطانه على صنع المعجزات، شفاء المرضى وإقامة الموتى، تطهير البرص وطرد الشياطين؛ وطلب منهم أن يحملوا في عمق ذاتهم، رسالة السلام، لا سواها، فلا يكون لديهم همّ آخر من هموم هذه الحياة، كهمّ المقتنى وهمّ المأكل وهمّ الملبس...؛ كما طلب منهم أن يحملوا  هذه الرسالة إلى أهل كلّ مدينة أو قرية أو عائلة يدخلونها؛ طوبى لكلّ من يستقبلكم ويقبلكم، ويسمع كلامكم، ويبادلكم السلام ...، فأعطوه مجّانًا وبسخاء، كما أخذتم، أنتم، مجّانًا وبسخاء؛ والويل الأكبر، في يوم الدّين، لكلّ من يرفضكم ويرفض الرسالة التي يحملونها إليه.

 

يبقى أن نشير إلى أنّ تسليم رسالة الخلاص قد تمّ، مع الرسل والتلاميذ، دفعة واحدة، بحلول الروح القدس، بعد أن تحضّروا لذلك بمرافقة يسوع وسماع تعليمه ورؤية أعماله؛ أمّا بالنسبة إلينا، نحن المؤمنين بيسوع، فتسليم رسالة الخلاص لايتمّ معنا، دفعة واحدة ـ باسثناء بعض القدّيسين المميّزين والشهداء ـ بل عبر العمر، وعلى أساس قرار شخصيّ يُتّخذ في ختام مسيرة تربويّة معيّنة، ويحترم، بطريقة ثابتة، بالجهد المبذول والصلاة واكتساب الفضائل .

 

 

 

 

 

ثانيًا  "قراءة رعائية"

 

 

 نشاط الرسل هو نشاط يسوع نفسه، بما فيه إقامة الموتى؛ يشدد متّى على مجّانيّة الرسالة. تسلّموا دعوتهم وسلطتهم مجّانًا من أجل بشرى الملكوت، فعليهم حمل هذه الرسالة إلى الآخرين مجّانًا .

 

 

 

الآيتان (9ـ10)

 

 نحن أمام تجرّد وجهوزيّة من أجل  كرازة سريعة وناشطة للملكوت؛ فلا حاجة إلى المال، فالفاعل يستحقّ طعامه، تؤمنه له الجماعة في العالم اليهوديّ؛ كما في الكنيسة ( راجع 1 قو 9/14 ؛ 1 طيم 5/18) .

 

 

 الآيتان (14ـ15)

 

من تقبّل الرسل حلّ السلام عليه؛ وإذا امتنع بيت عن قبولهم، يكون موقف الرسل منه سلبيًا: ينفضون الغبار عن أقدامهم (رسل 13/15) ؛ هذا يعني أنّهم لا يريدون أن يأخذوا معهم شيئًا من هذا البيت أو المدينة إذ لم يكن السكّان أهلاً لتقبّل البشارة؛ إذًا، قطعت العلاقة، وقع الحرم، والدينونة ستكون عسيرة. 

 

 

شرح عبارات  وكلمات

 

 

أهل لاستقبالكم (11)

 

 هذه الأهليّة ليست على المستوى الأخلاقيّ أو الدينيّ، بل هي الإستعداد لتقبّل البشارة، للسّماع والإيمان (لو 19 /1) .

 

 

 سلّموا عليه (12)

 

 السلام هو تمنِّ بالبركة والخير، كما في العبريّة (شلوم)، والعربيّة (السلام عليكم) السلام الذي يحمله الرسل هو المسيح  نفسه (اف2/14)، والسلام الذي يحمله المسيح يختلف عن السلام الذي يحمله العالم (14/27).

 

 

 

الأب توما مهنّا