الإثنين الخامس عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  ( لو 17/ 5- 10)

 

 

5 قال الرّسل للرّبّ: "زدنا إيمانًا!".

 

6 فقال الرّبّ: "لو كان فيكم من الإيمان مقدار حبّة خردل، لكنتم تقولون لهذه التّوتة: انقلعي، وانغرسي في البحر، فتطيعكم!

 

7 ومن منكم له عبدٌ يفلح الأرض أو يرعى القطيع، إذا عاد من الحقل، يقول له: أسرع واجلس للطّعام؟

 

8 ألا يقول له بالأحرى: أعدّ لي شيئًا لأتعشّى، وشدّ وسطك واخدمني حتّى آكل وأشرب،

 

9 وبعد ذلك تأكل أنت وتشرب. هل عليه أن يشكر العبد لأنّه فعل ما أمر به؟

 

10 وهكذا أنتم إذا فعلتم كلّ ما أمرتم به فقولوا: إنّنا عبيدٌ لا نفع منّا، فقد فعلنا ما كان يجب أن نفعل".

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

 أُعطيَ لهذا النصّ، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، عنوانان، الأوّل "زدنا إيمانًا" (5-6)، وله نصّ موازٍ في متّى ( 17/ 20؛ 21/21)، وفي مرقس (11/23)؛ والثاني "عبيد قاموا بواجبهم" (7-10)، مع الشرح التالي التجرّد والتواضع والمّجانيّة في الخدمة، الله يكافئ عليها أضعافًا.

 

 

الآية (5)

 

نتعلمّ من الرسل أن نطلب من الربّ، في كلّ وقت، أن يزيدنا إيمانًا، أن يهبنا الإيمان؛ في مثل هذا الموقف، موقف طلب الإيمان، تعبير عن إيمان حيّ وحقيقيّ؛ وعلى قدر ما يزداد إيماننا، على قدر ذلك يزداد شعورنا بالحاجة إلى طلب المزيد منه، لأنّ في قلب الإيمان وصميمه، قرب الله وحضوره، في بعده وغيابه؛ هناك إذًا، تساوٍ بين الإيمان وطلب الإيمان،  وكلّما ازداد إيماني الشخصيّ، ازداد طلبي له.

 

 

 

 الآية (6)

 

نجد في جواب يسوع على طلب الرسل: "زدنا إيمانًا"، ما يبرّر هذا الطلب، ويثبت أنّ إيماننا، كإيمانهم، هو دومًا ضعيف، وبالتالي، في حاجة إلى طلب الازدياد: "لو كان فيكم من الإيمان مقدار حبّة خردل"؛ ونجد في جوابه أيضًا ما يشجّع على الإيمان من جهة المفعول، إذ نرانا أمام تفاوت كبير بين مقدار الإيمان: كحبّة خردل لدى الإنسان، وبين مفعول هذا الإيمان: القول لهذه التوتة: انقلعي، وانغرسي في البحر، أو القول لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك (متّى 17/ 20)، بإرادة الله وقوّته.

 

 

 

 الآيات ( 7- 10)

 

 

ارتباطنا بالله، على أساس الإيمان، هو كارتباط العبد بسيّده على أساس القواعد الاجتماعيّة المألوفة؛ فكما العبد يفلح الأرض، ويرعى القطيع، في الخارج، ويشدّ وسطه ويقوم بخدمة سيّده، في الداخل، ويعتبر ذلك بما يجب عليه أن يفعله، بحكم حاله، وبالتالي، من دون شكر أو مكافأة، كذلك، كلٌّ منّا، عليه أن يعمل في حقل هذا العالم، بحكم كونه فيه، وأن يعمل في حقل ملكوت الله، في الكنيسة، بحكم كونه مؤمنًا، وأن يعتبر ذلك ممّا يجب عليه أن يتمّه بتواضع وتجرّد ومجّانيّة، دون المطالبة بأيّة مكافأة؛ على أنّ مثل هذا التصرّف الذي يجعل العبد عبدًا بنظر سيّده، والمؤمن مؤمنًا بنظر الله، يكون قد لاقى المكافأة في صورته بالذات، وأضعافها من جود الربّ وسخائه.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 الآية (6)

 

حبّة الخردل هي أصغر الحبوب؛ الجمّيزة (أو التوتة) هي شجرة عظيمة؛ نلاحظ هنا قوّة الإيمان من أجل أعمال خارقة.

 

 

الآيات ( 8- 10)

 

عندما يقوم العبد بخدمة سيّده، لا يكون قد عمل سوى واجبه؛ إذًا عمله عاديّ، وليس فوق العادة، لكي يطلب عنه جزاءً خاصًّا؛ يطبّق لوقا وضع العبد هذا على المؤمن الذي هو خادم عاديّ.

 

 

الأب توما مهنّا