الإثنين الأول بعد عيد ارتفاع الصليب «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم  (مر 8/ 34- 9/ 1)

 

 

 

34 دعا يسوع الجمع وتلاميذه، وقال لهم: "مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني،

 

35 لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسه يفقدها، ومن فقد نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها.

 

36 فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟

 

37 أو ماذا يعطي الإنسان بدلاً عن نفسه؟

 

38 من يستحي بي وبكلامي، في هذا الجيل الزّاني الخاطئ، يستحي به ابن الإنسان عندما يأتي في مجد أبيه مع ملائكته القدّيسين".

 

9/ 1 وقال لهم يسوع: "الحقّ أقول لكم: إنّ بعضًا من القائمين هنا لن يذوقوا الموت، حتّى يروا ملكوت الله وقد أتى بقوّة".

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنّصّ

 

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم، في "الترجمة اللّيتورجيّة"، العنوان التالي "اتّباع يسوع"؛ له نصّ موازٍ في متّى ( 16/ 24-28)، وآخر في لوقا ( 9/ 23- 27).

 

 

  يتوجّه يسوع إلى الجمع وتلاميذه في كلام وتعليم حول اتّباعه للحصول على الخلاص الذي، هو وحده، النافع والمفيد للإنسان، حتّى مقابل ربح العالم كلّه، والذي سوف يعلنه الرّبّ عندما يأتي "في مجد أبيه مع ملائكته القدّيسين"، وقد يأتي هذا الملكوت، بقوّة، في القريب العاجل، فيرى مجيئه بعض القائمين هنا من الأحياء، وقبل أن يذوقوا الموت ( 9/ 1)؛ وجاء في كلام يسوع وتعليمه عرضٌ اتّباعه، وهي التالية. فعل اختيار شخصيّ حرّ له، وتحقيق هذا الاختيار بالكفر بالذات، وبالتخلّي عنها وفقدها، وبحمل الصليب اليوميّ، بصبر ورضا، وراءه حتّى النهاية، وبالإعلان عن ذلك الاختيار والتخلّي، بكلّ جرأة، حتّى أمام هذا الجيل الزاني الخاطئ، أي أمام الذين لا يعرفونه ولا يعترفون به.

 

 

 الآية (35)

 

جاء في "الترجمة اللّيتورجيّة"، في شرح هذه الآية، ما نصّه: يتفرّد مرقس (هنا وفي 10/ 29) بذكر بذل النفس والتخلّي عن كلّ شيء لا في سبيل يسوع فحسب، بل "في سبيل الإنجيل" أيضًا؛ بهذا يمتاز عن كلّ من متّى ( 10/ 39)، ولوقا ( 1/ 33)، ويوحنّا (12/ 25).

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 الآية (34)

 

 

نرى يسوع يتوجّه إلى الجمع وتلاميذه بتعليم، يدعوهم فيه إلى التجرّد من ذواتهم، من أجله ومن أجل الإنجيل، لكي يجدوا ذواتهم الحقيقيّة، وينالوا الخلاص، حياةً أبديّة.

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

 

 يحمل صليبه (34)

 

في الواقع، حمل يسوع صليبه؛ ومسيحيّون فعلوا مثله على ما يثبت تاريخ الكنيسة.

 

 

 

 ربح العالم كلّه (36)

 

 

أي كلّ ما يستطيع الإنسان أن يقتنيه على هذه الأرض! إذا حاول الإنسان أن يربح العالم كلّه، العالم الذي قدّمه الشيطان ليسوع (متّى 4/ 8)، يخسر حياته.

 

 

 الحقّ أقول لكم ( 9/ 1)

 

هذه العبارة تأكيد، به يعطي يسوع قوّة لأقواله.

 

 

ملكوت الله ( 9/ 1)

 

 

يعني هنا، بنظر البعض التجلّي المجيد لابن الإنسان (متّى 17)؛ وبنظر آخرين القيامة؛ وبنظر فئة ثالثة دمار أورشليم؛ وربّما تكون في أساس كلّ هذا فكرة تتحدّث عن مجيء يسوع القريب ونهاية العالم ( في خطّ 1 تس و2 تس).

 

 

 أتى بقوّة (9/ 1)

 

 

تجاه بداية وضيعة، نجد ظهور الملكوت الظافر؛ هذه القوّة أعطيت ليسوع منذ قيامته؛ يدّل هذا القول على ما سيحدث قريبًا في تجلّي يسوع، في قيامته، بانتظار الظهور الأخير في مجيء الرّبّ الثاني.

 

 

 

الأب توما مهنّا